لجنة التظلم الجنسية... خصمي وحكمي

كرر النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، وزير الداخلية، معالي الشيخ فهد اليوسف في اكثر من موقع ومناسبة عن لجنة التظلم التي وعد بتشكيلها، لعرض وسماع مظلمة المواطنين، مذكراً في الوقت ذاته ان حكم المحكمة الدستورية في شأن الجنسية حكم سيادي، غير قابل للنقاش.

من هنا ينبري سؤال: اذن ما الجدوى من اللجنة وما جدوى التظلم الذي لا يعيد الحقوق، الا اذا كان الهدف تبريد الاجواء وتطمين النفوس.

في الحقيقة، وقد يخالفني الكثير او القليل من المواطنين، ان سحب واسقاط الجنسية بشكل جماعي وعدد مهول قد يضع الكل - كل المواطنين - في دائرة الشك، ما يجعل الامور فوق الاحتمال، كنا ولا نزال مع الجهاز المسؤول، وعلى رأسه، وفي مقدمه معالي الوزير على تصحيح الاوضاع وتنقية الجنسية من المزورين والمزدوجين.

الجنسية ليست وثيقة عادية، فهي تحدد هوية الانسان في وطنه، لكن ان يبقى المواطن يعاني من الشبهة والشكوك، ومادة مطلوبة وشهية للمباحث والمخبرين، لا اظن ان هذه هي الوسيلة الحصيفة لتنقية الجنسية الكويتية من العابثين.

المغرد الاشهر على الـ"سوشيال ميديا" السيد علي الفضالة، وهو وفق ظني قريب او مقرب من الاجهزة الحكومية، ارسل تغريدة الى الحكومة مفادها ينبغي تحديد تاريخ الانتهاء من كشوف الجنسية، معللاً حيرة الناس حول شبهات اذا كانت صحيحة او خاضعة للسحب او الاسقاط، الا ان الوزير علق على نحو غير مباشر، قائلاً بما معناه لا تحديد للمدة، علاوة على ذلك هناك مواطنون سحبت جناسيهم، لكن بقيت تداعيات السحب معلقة، مثال الحائزين على اعمال تجارية وملاك شركات وبيوت خاصة وعقارات استثمار مالية او اسهم، بصراحة سحب الجنسية خلق "شرباكة"، خلق ما لم يتوقع، في بلد جبل على الطيبة والفأل الحسن.

ولعل الامر المخيف والساذج الا يزال البعض يعيش في كويت شرق وقبلة ومرقاب، في حين امتدادات الدولة وصلت الى حافة الحدود من الشمال الى الجنوب، فعلينا ان نعتبر مآلات هذا الوضع الجديد، الكويت حاليا على حافة انتهاء العام 2024، وهناك تصورات من الحكومة لـ"كويت 2035" فما تصورات المخططين والستراتيجيين والاقتصاديين، وتحجيم الاقتصاد وحركة التجارة وتحديد السكان، وتحديد عدد الوافدين، ماذا تريدون، هذا يرتبط حتماً بالجنسية؟

عوداً على بدء، مستحيل العمل على النقيضين سحب الجنسية، ثم تعال ناقشني في التظلم، كان الشيوعيون مبدأهم يقوم مع الناس على اساس نفذ ثم ناقش، كيف تكون خصمي وحكمي، وانت من الاول اغلقت باب النقاش؟

صحافي كويتي

[email protected]