زين وشين
نعم يهمنا أمر المسلمين في مشارق الارض ومغاربها، فمن لا يهتم بأمر المسلمين ليس منهم، وخصوصا تهمنا جداً سورية الحبيبة، وما يجري فيها، ونتمنى لها واهلها الخير والامن، والامان والاستقرار، كيف لا وهي الارض التي دعا لها الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) بقوله: "اللهم بارك لنا في شامنا".
لكن هذا لا يعني نهائياً ان نتدخل بشأنها الداخلي، فأهل سورية هم أدرى بشؤونها، وليس من حق احد ان يتدخل بشأنهم حتى تتضح الامور عندهم، وهم فقط من يقررون مصيرهم، ومصير بلدهم، بعيدا عن تدخلات الآخرين، الذين وصل بهم الأمر إلى تصفية حساباتهم على ارض سورية، وعلى حساب شعبها.
موقف حكومتنا واضح وضوح الشمس في رابعة النهار، موقف الحياد الإيجابي، من منطلق الحرص الشديد على سلامة اهل سورية الحبيبة، وأمنهم وأمانهم، لذلك يجب ان لا يختلف الموقف الشعبي عن الموقف الرسمي.
لا دخل لنا بمزيج بين السوريين، وهم فقط من يقررون مصير بلادهم، وما نحن إلا داعمون، وليس من حق احد منا التدخل بشأنهم الداخلي، فقد آن الاوان ليقول الشعب السوري كلمته بعد عشر سنوات عجاف، كان العالم كله يتقاتل على ارض سورية، وشعبها يدفع الثمن ما بين قتل وتهجير وتشريد، وانهيار اقتصادي غير مسبوق، والقوى الأجنبية تتصارع على أرضهم، وتصفي حساباتها، ولا تترك الامر للسوريين ليقولوا كلمتهم على تراب ارضهم.
بالتأكيد نحن لا تسرنا نهائيا رؤية القتل والدمار، الذي تبثه المحطات الإخبارية، لكن كل هذا لا يسمح لاحد ان يكون وصياً على اهل سورية، يفرض ارادته عليهم، ويختار لهم من يحكمهم، او نوع الحكم، فهم فقط من لهم الحق بتقرير مصيرهم.
ولعل السقوط السريع للنظام السوري، دليل واضح على ان الامر سوف يحسم في القريب العاجل بين السوريين انفسهم، بعيداً عن التدخلات الخارجية.
فلندعُ لسورية بالاستقرار، ولندعُ ان يلهم الله عز وجل شعبها الصواب لاختيار الأفضل، فقد آن الاوان لاستقرار هذا البلد الغالي على الجميع... زين.