زين وشين
هرب الأسد بشار، وترك سورية بعد أن دمرها، وعاث فيها فساداً، وأدخل فيها غير أهلها لقتل أهلها، وبعد أن ملأ السجون بالأطفال والنساء والمظلومين، الذين غُيبوا سنوات طويلة، بعضهم لم يعد يعرف الوقت والتاريخ.
وبعضهم فقد عقله، والبعض الآخر كان ينتظر الإعدام، كل هذا من دون ذنب ومن دون محاكمة.
كان طاغيةً بمعنى الكلمة، ثم هرب وترك سورية دولة مثقلة بالديون، بعد أن كانت الوحيدة التي ليس عليها ديون خارجية، وترك بين أهلها جراحاً وثاراتٍ، قد تستمر سنواتٍ طويلةً، ما لم تسُدْها روح الأخوة والتسامح والسلام.
لم يكن في يوم من الأيام أسداً إلا بالاسم فقط، فالأسد لا يترك عرينه إما أن ينتصر أو يموت، ولم يستطع أن يكون كحسني مبارك، البطل الذي صمد في أرضه، وواجه التحديات بشجاعة، وتوفي في بلاده مصر، ودفن في ترابها، ولم يهرب، وها هم من ثاروا ضده يترحمون على أيامه.
هذا هو الأسد، أما أسد "البعث السوري"، فبهروبه المخزي أعلن نهاية حقبة مظلمة من تاريخ سورية الغالية، استمرت طويلاً، لكن سورية العظيمة تمرض ولا تموت، ولعل الله سبحانه يختار لهم من أمرهم رشداً، ويبدلهم به خيراً منه.
وعسى أن يتجنب الثوار أخطاء غيرهم من الثورات، وأهم ما يجب أن يفعلوه حالياً هو عدم حل الجيش السوري، وإصدار عفو عام عن جنود وضباط العهد السابق، حتى وإن كانوا بعثيين، إلا المجرمين الذي لطخوا أيديهم بدماء الشهداء، وعذبوا الشعب السوري.
مهم جداً الحفاظ على أمن البلاد، والمحافظة على ممتلكات الدولة، واستئناف العمل في مؤسساتها، كما كانت في السابق لتستمر الحياة، الأمر الذي يعني بقاء رئيس الوزراء السابق في منصبه موقتاً لتصريف أمور الدولة إلى حين انتخاب، أو تعيين رئيس انتقالي يحافظ على كيان الدولة، وحقوق المواطنين ويمنع الفوضى.
وتعود سورية كما كانت الحضن الدافئ، والحصن الحصين، ألم يُقَلْ: خيرُ جندٍ جندُ الشام...زين؟