الخميس 26 ديسمبر 2024
18°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 حمد سالم المري
كل الآراء

هل سيتم نقل الحالة الأفغانية إلى سورية؟

Time
الأربعاء 11 ديسمبر 2024
View
150
حمد سالم المري
صراحة قلم

فرحت بسقوط النظام السوري، هذا النظام البعثي الديكتاتوري الجاثم على صدور شعبهم، طوال نحو أربعين عاما، وتحالفه مع إيران و"حزب الله" لقتلهم وتدمير مدنهم من أجل الاستمرار في السلطة.

إلا أن فرحي هذا يشوبه بعض الحذر، لأن ما حدث في سورية من بدء الثورة في شهر مارس 2011 إلى ما بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، من تسلسل دراماتيكي لأحداث يعيد إلى ذهني ما حدث في أفغانستان، بعد انتهاء الحرب السوفياتية.

كانت روسيا، وإيران، والميليشيات التابعة لها مثل "حزب الله"، و"الحشد الشعبي"، و"فيلق القدس"، والفصائل الطائفية الأخرى، تقاتل باستماتة للدفاع عن حكم بشار، ونظامه البعثي لاستمراره في الحكم.

ودارت حروب شنيعة بين هذه الميليشيات بمساندة جيش النظام، وبين الفصائل المعارضة بمختلف أطيافها، وتم إنشاء "داعش"، الذي سيطر على أجزاء كبيرة من الأراضي السورية والعراقية، ثم اختفى "داعش" بلمح البصر، ولم يعد لها وجود، واستتب الأمر للنظام السوري، حتى تاريخ نهاية شهر نوفمبر الماضي، فقد ظهرت فجأة الفصائل المعارضة مرة أخرى، وهي تتقدم للسيطرة على المدن السورية، واختفت الميليشيات التابعة لإيران، واختفى معها جيش النظام، وتخلت روسيا وإيران عن النظام رسميا، ولم تصنف الولايات المتحدة "جبهة النصرة"، الفصيل الأكبر في فصائل المعارضة بالإرهاب، مثلما كانت تصنفها عام 2011 إلى وقت اتفاق وفق إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله".

هذه الأحداث تذكرنا بالحالة الأفغانية أثناء الاحتلال السوفياتي منذ عام 1979 حتى عام 1988، فقد دعمت الولايات المتحدة الاميركية وأوروبا الفصائل الأفغانية، بالمال والسلاح والمعلومات الاستخباراتية، حتى تقاتل نيابة عنها لوقف التمدد الشيوعي، وبعدما انتهت الحرب، نشبت الحرب الأهلية الأفغانية بين الفصائل من أجل الحكم، وغذت أطراف خارجية هذه الحرب، وعلى رأسها أميركا وروسيا وإيران من أجل تحقيق أهدافهم الستراتيجية من خلال السيطرة على القرار هناك، ونشوب الحرب الأهلية سببه اختلاف طوائف وتوجهات وأيديولوجيات الفصائل الأفغانية، واختلاف الداعمين لها.

لهذا الارهاصات التي نراها في سورية، حاليا تنبئنا أنها ستكون مشابهة للحالة الأفغانية، لأن فصائل المعارضة السورية، مختلفة أيديولوجياً، ومنهجياً، كما يوجد اختلاف في الدول الداعمة لهذه الفصائل، فـ"جبهة النصرة" تدعهما تركيا، سياسيا وعسكريا، في الوقت التي كانت واشنطن تصنفها ارهابية، وهناك فصائل تدعمها الولايات المتحدة مثل "الجيش الحر"، وأخرى تدعهما روسيا، وأيضا فصائل كردية تراها تركيا أنها إرهابية.

هذه الفصائل تسير وفق الدول الداعمة لها، والتي تسعى لتحقيق مصالحها الستراتيجية في سورية والمنطقة، من خلال السيطرة على القرار هناك، وهذا لن يتأتى بسبب اختلاف مصالحها، ومن ثم ستنشب حرب أهلية، وبخاصة أن إسرائيل وأميركا تريدان استمرار الصراع المسلح في المنطقة من أجل استمرار وجودها، وتحقيق مصالحهما.

أخيرا، نذكر القراء، أن الزعيم الليبي معمر القذافي قتل، وانهار نظامه الى غير رجعة، فدارت فيها حرب أهلية، ولا تزال مقسمة وغير مستقرة الى يومنا هذا، واطيح الزعيم السوداني عمر البشير، ونظامه، ولم يدم الاستقرار، بل دارت الحرب أهلية، فهل سيتركون سورية تستقر؟

أسأل الله أن يحفظ سورية وشعبها من كل مكروه، وأن يحقن دماءهم، ويرد كيد أعدائهم في نحورهم، اللهم أمين.

@al_sahafi1

آخر الأخبار