حديث الأفق
- الذئب سأل ابن عمه: هل حرستهم من هجماتي؟
- أنا فتكت بأطفالهم ومواشيهم ويصفون أبطالهم بالذئاب
- احتال الرجل على حماره فبقي مكانه طوال الليل
- صباحاً نسي الفلاح حيلته فلم تتحرك الدابة من مكانها
أفظع ما في الوجود الوهم الذي تحكّم في الشعوب، فهو يقتلها ببطء، لأنها ارتبطت بعادات وقناعات ليس لها من المنطق أي شيء.
ورغم التطور الهائل في العلوم، وفي شتى المجالات، وهذا التطور الكبير في أدوات الاتصال التي كان يمكنها أن تكون محفزاً لها كي تصبح أكثر تقدما وتطورا، إلا أنها لا تزال تعيش الأوهام الموروثة، والأدهى أنها تعتبر الأوفياء كلاباً، فيما تمدح الجزارين والظلمة، وتطلق على الشجاع لقب ذئب رغم أنه يأكل مواشيها، كما يسمونه "الأوس" من باب المدح.
في الأسطر التالية قصة عن الأوهام التي يؤمن بها الناس، فيما هي غير موجودة، وفي الثانية عن نظرتهم إلى ما يأكل حقوقهم:
قال الذئب معاتباً الكلب: يا ابن العم، كيف وجدت بني البشر؟
أجابه: عندما يحتقرون إنساناً منهم يصفونه بالكلب.
الذئب: هل أكلت أبناءهم؟
أجاب الكلب: لا.
وهل غدرت بهم؟
قال الكلب: لا.
هل حرستهم من هجماتي عليهم؟
فقال الكلب بحسرة: نعم.
فسأله الذئب: وماذا يسمون الشجاع الفطن؟
أجاب: يسمونه ذئباً، أي يمدحونه.
الذئب: ألم أنصحك منذ البداية بأن تبقى ذئباً معنا؟ فأنا فتكت بأطفالهم ومواشيهم وغدرتهم مراراً، وهم يصفون أبطالهم بالذئب، عليك أن تتعلم أنَّ بني البشر يعبدون جلادهم، ويهينون من يكون وفياً لهم.
عبرة الهزيمة النفسية
ذهب فلّاح إلى جاره، يطلب منه حبلاً، لكي يربط حماره أمام البيت.
أجابه الجار بأنه لا يملك حبلا، لكنه أعطاه نصيحة، وقال له: يمكنك أن تفعل الحركات نفسها لربط الحبل حول عنق الحمار، وتظاهر بأنك تربطه، ولن يبرح مكانه.
عمل الفلاح بنصيحة الجار، وفي صباح الغد، وجد حماره في مكانه، فامتطاه، وعندما أراد الذهاب به إلى الحقل رفض الحمار أن يبرح مكانه!
حاول الرجل بكل قوته أن يحركه، لكن دون جدوى، حتى أصابه اليأس.
فعاد الفلاح إلى جاره يطلب النصيحة، فسأله: هل تظاهرتَ للحمار بأنك تحلّ رباطه؟
فرد عليه الفلاح باستغراب: ليس هناك رباط!
أجابه: هذا بالنسبة لك، أما بالنسبة إلى الحمار، فالحبل لا يزال موجوداً.
عاد الرجل، وتظاهر بأنه فكّ الحبل، فتحرك الحمار مع الفلاح دون أدنى مقاومة!
لا تسخر من هذا الحمار، فالناس أيضاً قد يكونون أسرى عادات، أو قناعات وهمية تُقيّدهم، وما عليهم إلا أن يكتشفوا الحبل الخفي الذي يلتف حول عقولهم، ويمنعهم من التقدم إلى الأمام.
نكشات
- ذكر الله أنه ليس بظلَّام للعبيد، والظلم ظلمات، ونعوذ بالله من الظالم.
- يا بلدية، البلد مليانة أوساخ، وطرقها الخارجية تعجُّ برمال "السافي"، زوروا الوفرة والعبدلي.
- ما أكره التشفي بالناس! فالله لن يرضى عن ذلك، فلماذا الغلط والتشفي بهم في شأن موضوع الجنسية؟
- حتى الآن الدورة المستندية لا تزال طويلة في بلدنا، خصوصاً التي لا تدخل في الجهاز الرقمي. يا بلدية، لماذا شهادة الأوصاف، ولماذا هي بهذا التعقيد والإجراءات؟
- النبي داوود عليه السلام له تسبيح من سبع كلمات: سبحانك اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك.
- يا مرور، لا تزال بعض السيارات تُحدث صوتاً مزعجاً يخرق الآذان، أين أنتم من هذا الإزعاج؟
- قانون المرور الجديد أعطى أُكلَه، بدأنا نشعر بانضباط السير، لكن يبدو أننا بحاجة إلى ذوق مروري في قيادة السيارات.
- يقول عرب شبه الجزيرة العربية: إن الشام شامك إذا الزمن ضامك، ونريد للشام أن تعود إلى رونقها وإلى أهلها الأفاضل، وأبعدوا عنها الأنجاس.