الأربعاء 02 يوليو 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 د.خالد الجنفاوي
كل الآراء

سَنَوَات المَوَدَّةِ تَتَلاَشَى خِلالَ لَحَظَات

Time
الخميس 12 ديسمبر 2024
View
40
د.خالد الجنفاوي
حوارات

يحدث أحياناً كثيرة، في بعض العلاقات الأسرية والاجتماعية، التي تبدو ظاهرياً كأنها علاقات متينة، تغيّر وتدهور، وتنافر، وانقلاب مفاجئ وسريع للأسوأ، فتتلاشى خلال لحظات صلات المودّة التي تمّ بناؤها عبر السنوات، وتتحوّل نفوراً وكرهاً وبغضاً متبادلاً بين الطرفين.

ومن بعض الإشارات الأولية التي ربما تدلّ على ركاكة العلاقات المختلفة، وقابليتها للتفكك السريع، وبعض أسباب تلاشيها بين الأفراد بسرعة مفاجئة، نذكر ما يلي:

-إشارات ركاكة العلاقات: أبرز الإشارات الأولية التي تدلّ على ركاكة وهشاشة العلاقة، الأسرية أو الاجتماعية، وقابليتها للإضمحلال خلال لحظات، لا سيما بعد حدوث خلاف بين الطرفين، تتمثّل في تسرّع وإفراط أحد الطرفين، أو كلاهما، في بناء علاقة وديّة للغاية مع الطرف الآخر، بلا أن يمنح الفرد نفسه وقتاً مناسباً للتفكير ملياً في إمكانية نجاح أو فشل العلاقة الجديدة.

فكل ما بُني على عجلة فهو معرّض للسقوط في أي لحظة، وعندما يكشف أحد أطراف العلاقة، أو كلاهما، عن استخفافه بالطرف الآخر، ولو ضمنياً، بالتقليل من أهمية رأيه الشخصي، أو بالتصرّف بشكل جلف لا يراعي فيه شعور الآخر، ويدلّ إنغماس الطرفين في مشادّات كلامية لا مبرّر لها أثناء بداية علاقتهم على وجود تعارض فكريّ ونفسيّ، لا يمكن تجاوزه سيؤدّي لاحقاً وحتماً الى فشل العلاقة.

كما يقود الاختلاف الشاسع في المستويات الفكريّة والنضج النفسيّ بين الأفراد الى فشل أي علاقة مستقبلية بينهم، وسيكون مصير أي علاقة إجتماعية بنيت على تحقيق مصالح ذاتيّة موقّتة هو الاضمحلال بعد انقضاء حاجة الطرفين إلى بعضهما البعض.

-أسباب التلاشي السريع للمودّة: يمثّل ضعف النضج الانفعاليّ عند أحد أطراف العلاقة، أو كلاهما، سبباً رئيسياً لتفككها خلال لحظات، وذلك بسبب كون هذا النوع من الناس أصحاب أهواء متقلّبة، ولعدم وجود تكافؤ فكري، ولغياب التشابه، النفسيّ أو الأخلاقيّ بين البعض، ولعدم تشابه إهتماماتهم الشخصية، ولسبب عدم حفاظ كلا الطرفين على حدودهم الشخصية فيما بينهم، ولضعف الذّكاء الاجتماعيّ، وبسبب انغماس أحد الطرفين أو كلاهما في القبلية أو الطائفية أو الفئوية الفوقيّة وغلبة عصبيّتهم على عقلانيتهم.

كاتب كويتي

DrAljenfawi@

آخر الأخبار