يأتي الإعلان الجديد الخاص بمهرجان التسوق، المهرجان السنوي الذي كان يقام بالتزامن مع اعياد الكويت الوطنية، وكان قد أوقف لما تعرضت له البلاد، كاغلب الدول، خلال جائحة "كورونا"، فإن هذا القرار لم يكن له ثالث، يوم انقلبت فيه الابصار والحناجر.
مهرجان الموسم المقبل، الذي هلت علينا بشائره، عبر الاعلانات التي ملأت الشوارع والساحات والـ"مولات"، لذا وعلى السبيل المثال، انا شخصياً، رغم عزوفي عن الخروج من البيت، مع الكبر واعتلال الصحة، الا انه يطيب للمرء اذا اسمع وقرأ، من خلال وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي، ان تلك الانشطة ستعاد اليها الحياة بعد سنوات من السبات الاجباري، يفرح.
الا ان العقدة التي لا يبدو لها حل هي حسابات اصحاب القرار الخجولة، ورمي المسؤولية على صغار الموظفين، وما بين التردد والشك والخوف يبقى كل ذلك كما لو كان القرار مجهول المصدر والهوية والمسؤولية.
هذا تكتيك قديم منذ ولادة مهرجانات التسوق على الساحة الكويتية، بينما فكرة مهرجان التسوق منقولة من دول سابقة، فيما مهرجانات التسوق فرصة للتاجر والمتسوق، فهي للاول فرصة ذهبية لنفاد بضائعه المكدسة في المخازن، هذا مع تراكم الديون وفوائد البنوك.
السوق الكويتية لن تكون منافسة للاسواق الناشطة المجاورة، والاكثر انفتاحاً، فالمنافسة ساخنة بين اسواق المنطقة، ولعل الانفتاح اهم سمات التي تميز دول واسواق المنطقة، هذا في ظل برامج الترويح والترفية والملاهي وغير ذلك، من المسموحات والمنوعات، فيما في "هذي الكويت"، فإن وجود الحفلات الراقصة في اماكن مفتوحة، او الخمور مثلاً، كما هو الوضع في بلدان قريبة ممنوع.
يسألني احدهم: لماذا يفضل الناس السفر للدول الفلانية؟ اجبت فيها ما لا يوجد عندنا، فهناك شرعوا الابواب وغابت الممنوعات، وسوف تجد مواطنيك يرابطون في وطنهم واسواقهم ومطاعمهم، اذا وجد ما يوجد في تلك الدول يكون عندنا، اراهن ان ثلاثة ارباع شبابنا سيرابطون في وطنهم.
يا جماعة الانغلاق والتشدد والمبالغة في الممنوعات، والمبالغة في التفسيرات الخاطئة، اهم اسباب الهجرات للخارج، بمعنى اهم سبب للهروب الجماعي.
بالعودة الى مهرجان "يا هلا"، نذكر في المهرجانات السابقة كانت الحفلات الفنية تلعلع وحناجر عشاق السمر والطرب، بكل انواعها، على مسارح، كانت مفتوحة.
فنانون كويتيون واخرون قادمون من بلدان عربية وخليجية، فهل سوف تفتحون وتسمحون بمدائح اللهو والغناء والسمر، ام احنا غير نخالف كل العالم، ولنا دين، وللناس اديان؟
محصلة القول كم جميل ان نرى و نسمع، ونشاهد عودة مهرجانات التسوق، لكن ع جفاف الاجواء الفنية خصوصا في ظل التشدد والنشوفية ما "ترهم"، وممنوع دخول هذا الفنان، ومسموح دخول هذا الفنان.
احنا ندخل في عقولنا اشياء غير موجودة الا في مخيلتنا، فنحن شكاكون حتى في انفسنا، يا جماعة انتم محاطون من اربع جهات وعندهم ما لا يوجد عندنا سنوات ضوئية، نتمنى نجاح "ياهلا"، نتمنى ان نرى ما لم نره الا في بلادنا، فالكويت مبدعة، وشبابها اثبتوا الابداع على ارض الواقع، حققوا نجاحات كبيرة، عطوهم فرصة وسوف تجدونهم يخلقون كويتاً جديدة.
كاتب صحافي
[email protected]