سلوكيّات الثِّقَة بِالنَّفْس

حوارات

يشير السلوك إلى التصرّف الشخصي الاختياري الذي يمارسه الإنسان في قوله وفعله، وكذلك في ردود فعله الاختيارية تجاه ما يتعرّض له من مواقف مختلفة في حياته الخاصة، أو العامة، ومما أعتقد شخصياً أنها سلوكيّات نافعة تؤدي بالتّأكيد إلى ترسيخ الثقة بالذّات في نفس الإنسان، ونذكر ما يلي:

- الاتزان الانفعالي: إذ إن الفرد يتّزن انفعالياً عندما يستقرّ عاطفياً، وعندما تتطوّر لديه مناعة نفسيّة مناسبة ضدّ الاستفزاز المتعمّد، وعندما يحرص على ألّا يفرِّطَ في ردود فعله، وعندما يختار بإرادته الحرّة السيطرة على أعصابه، لا سيما إذا كان في العالم الخارجي، ومن يمتلك هذه القدرات تقوى ثقته بنفسه.

- الرَّزَانَة (التّكانة): يثقل عقل الإنسان، ويصبح جاداً ويرزن عقله، ويزيد وقاره عندما يزيد حلمه، ومن هو رزين ووقور، وحليم تزيد ثقته بنفسه.

- الكلام المتزن: يَحْسِب المرء العاقل الواثق بنفسه كلامه، لا سيما أثناء تعامله مع الآخرين في العالم الخارجيّ لإدراكه التّام أن الناس تتعامل معه وفقاً لما يقول ويفعل، أو كما قال الفرزدق "وَلَستَ بِمَأخوذٍ بِلَغوٍ تَقولُهُ، إِذا لَم تَعَمَّد عاقِداتِ العَزائِمِ".

التبسّم بدلا من الضّحك المفرط: لا يُفرِّط الواثق من نفسه في الضّحك، وربما لا يجب عليه الضّحك مطلقاً، وبالذّات أثناء احتكاكه مع الآخرين في الحياة العامة، وذلك بسبب ارتباط القهقهة بعدم ضبط النّفس وضعف الشخصية.

- التدريب المستمر على الشجاعة: يتدرّب الإنسان على سلوك معيّن لاكتساب مهارة محدّدة، ومن أفضل أساليب التدرّب على الشجاعة هو ممارستها كلّ يوم، ولقد قالت العرب قديمًا "اِدن من الخوف تأمن"، فحريّ بمن يرغب في تقوية ثقته بنفسه أن يتعرّض قدر ما يستطيع، وقدر ما هو دون التهوُّر، لمخاوفه لكي يتغلّب عليها.

- إكرام النفس يقوي الثّقة بالذّات: يُكرِم المرء نفسه عندما يرفض اتّباع هواه، وعندما يرفض اتّباع ما تقول له نفسه الأمّارة بالسوء، وعندما ينزّه نفسه عن دنايا القول والفعل في السرّ وفي العلن، وليكن شعاره في كل شؤونه الخاصة والعامة مثل قول أحد حكماء العرب القدماء "المَنِيَّةُ ولاَ الدَّنِيَّةُ".

كاتب كويتي

@DrAljenfawi