جانب من لقاء أحمد الشرع وتوم فليتشر
الشرع لتل أبيب: التبرير انتهى... والبشير يُعيد هيكلة "الدفاع" عبر فصائل ثورية
دمشق، عواصم وكالات: اعتبر الاتحاد الأوروبي أن من مصلحته نجاحَ سورية في المرحلة الانتقالية، مشيرا إلى أن تخفيف العقوبات على دمشق يقترن بخطوات ملموسة من قبل الحكومة الانتقالية مع الحفاظ على آليات الضغط، حيث تشهد دمشق تدفق الوفود الأوروبية لبحث مرحلة ما بعد بشار الأسد.
فيما عقد ديبلوماسيون بريطانيون، محادثات مع قائد هيئة العمليات العسكرية في سورية أحمد الشرع، وأظهرت صور كبار المسؤولين، بمن فيهم الممثل الخاص للمملكة المتحدة في سورية آن سنو، وهم يلتقون مع زعيم "هيئة تحرير الشام" أحمد الشرع، في دمشق، بحسب وكالة الأنباء البريطانية "بي إيه ميديا".
وجاء الاجتماع بعد تأكيد من وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، أنه تم إرسال وفد لإجراء محادثات مع السلطات السورية المؤقتة ومجموعات المجتمع المدني بعد سقوط نظام الأسد في وقت سابق من الشهر الجاري.
يأتي ذلك فيما قالت وزارة الخارجية الألمانية إن ديبلوماسيين من ألمانيا أجروا أول محادثات مع ممثلين لهيئة "تحرير الشام" في دمشق، مع التركيز على عملية انتقالية في سورية وحماية الأقليات.
ومن جانبه صرّح المبعوث الخاص إلى سورية جان فرنسوا غيوم لصحافيين، بعد وصوله إلى دمشق أن "فرنسا تستعد للوقوف إلى جانب السوريين" خلال الفترة الانتقالية.
وأشار الوفد الفرنسي إلى أنه جاء "لإجراء اتصالات مع سلطات الأمر الواقع" في دمشق، في حين رفع العلم الفرنسي صباح أمس فوق السفارة الفرنسية في دمشق التي أغلقت منذ العام 2012، وفق ما أفادت صحافية في وكالة فرانس.
من جهتها أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، أنّ "طهران لن تعيد فتح سفارتها في دمشق على الفور، بعدما تعرّضت للتخريب أثناء هجوم الفصائل المسلّحة الذي أدى إلى إسقاط حكم بشار الأسد".
من جهته، قال رئيس الوزراء السوري المؤقت محمد البشير، إنه ستتم إعادة هيكلة وزارة الدفاع عبر فصائل ثورية خلال الفترة المقبلة.
وأشار إلى أن سورية تتجه نحو العدالة الموحدة، مضيفاً أن "من لم تتلطخ يداه بالدماء فهو مرحب به في بناء سوريا الجديدة".
وأضاف أن سورية لكل أبنائها والجميع شريك في بناء المستقبل. وقال إن احتياطيات بلاده من العملات الأجنبية منخفضة للغاية.
بدوره شدد قائد "هيئة تحرير الشام" أحمد الشرع، على وجوب أن يكون هناك "عقد اجتماعي" بين الدولة وكلّ الطوائف في بلده لضمان "العدالة الاجتماعية".
وقال في بيان بعد اجتماعه مع الطائفة الدرزية في سورية "إنه يجب أن تحضر لدينا عقلية الدولة لا عقلية المعارضة، فسوريا يجب أن تبقى موحدة، ويكون بين الدولة وجميع الطوائف عقد اجتماعي لضمان العدالة الاجتماعية".
وطالب الشرع إسرائيل أن تنهي ضرباتها الجوية في سورية وتنسحب من الأراضي التي احتلتها مؤخرا.
وأضاف الجولاني في حوار مع صحيفة "تايمز" البريطاينة: "كان مبرر إسرائيل (لضرب سورية) هو وجود حزب الله والمليشيات الإيرانية، وهذا المبرر انتهى الآن".
وأكد أن إسرائيل، التي استولت على منطقة عازلة بعد سقوط الأسد الأسبوع الماضي وتقدمت حتى جبل الشيخ، يجب أن تنسحب.
بدوره أعرب مسؤول المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة، عن شعور "مشجع"، بعد اجتماعات عقدها في دمشق مع السلطات الجديدة، مشيرا إلى وجود "أساس لزيادة طموحة للدعم الإنساني الحيوي".
وقال توم فليتشر على منصة "إكس" بعد لقائه قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع الملقب بـ"أبو محمد الجولاني"، إن هناك "لحظة أمل حذر في سوريا".
من جهته،عبر رئيس لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة، عن أمله في إرسال فريق إلى سورية للحصول على أدلة، بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وقال روبير بوتي، رئيس الآلية الدولية المحايدة المستقلة التي أنشأتها الأمم المتحدة، إنه تواصل مع السلطات السورية الجديدة عبر بعثات المنظمة الدبلوماسية للتعبير عن استعداده للتعامل معها والسفر إلى سوريا للحصول على أدلة.
في سياق متصل، قال الرئيس التركي رجب طيب أردغان، إن بلاده كدولة في الناتو، لا يمكن أن تقبل أن تبقى المنظمات الإرهابية في سورية.
وأضافت أن "الوحدة الوطنية في سورية يجب أن تحترم ويجب أن تحمى الأقليات، كما يجب أن نقوم بدورنا في دعم سورية عند هذا المفترق الحرج".
في حين، دعا رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، خلال محادثة هاتفية مع رئيس المجلس الأوروبي الجديد أنطونيو كوستا أوروبا إلى لعب دور إيجابي في مساعدة السوريين في التنمية والبناء.
على صعيد آخر، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أميركيين، بأن تركيا على وشك القيام بعملية عسكرية في سورية ضد المناطق الكردية.
وأفادت الصحيفة الأميركية أن سلاح المدفعية والقوات التركية باتت تتمركز بأعداد كبيرة قرب منطقة كوباني في سورية.
وأبدى مسؤولون أميركيون في تصريحات لـ"وول ستريت جورنال"، تخوفهم من التوغل التركي في سورية داخل مناطق الأكراد.
كما قالت مصادر في سورية، إن مروحية إسرائيلية هبطت بالقرب من أحد المواقع العسكرية بمحيط العاصمة دمشق، وغادرت المكان بعد وقت قصير.
وذكرت أن جنودا إسرائيليين دخلوا إلى الموقع العسكري وغادروا المكان بعد ما يقارب 20 دقيقة.