الجولاني مع المبعوث الأممي غير بيدرسن
بيدرسون: السوريون بحاجة إلى عملية انتقالية شاملة تحافظ على مؤسسات الدولة
تسارعت وتيرة زيارات الوفود الغربية إلى دمشق، في محاولة لاستطلاع طريق التواصل مع السلطات الحاكمة الجديدة في سوريا في العاصمة دمشق، فبعد أن التقى ديبلوماسيون بريطانيون بقائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع في وقت متأخر من مساء أول من أمس، بحسب وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا)، أعلنت وزارة الخارجية الألمانية أن ديبلوماسيين ألمان سيجرون محادثات مع السلطات الجديدة في سوريا، ستركز على عملية انتقالية شاملة في البلاد وحماية الأقليات بالإضافة إلى احتمالات وجود ديبلوماسي في دمشق.
وأضافت الخارجية الألمانية أنه "من المقرر أيضا عقد اجتماعات مع المجتمع المدني السوري وممثلين للطوائف المسيحية"، معتبرة أنه "يجب الحكم على جماعة هيئة تحرير الشام من خلال أفعالها"، مشددة على أنها تصرفت حتى الآن "بحذر".
أما المبعوث الفرنسي الخاص إلى سوريا جان فرنسوا غييوم فقد قال إن "فرنسا تستعدّ لتكون إلى جانب السوريين" بعيد وصوله إلى دمشق حيث رفع العلم الفرنسي للمرة الأولى في السفارة التي أغلقت في 2012.
وقال غييوم للصحفيين، من بينهم مراسلو وكالة فرانس برس في دمشق، إن "فرنسا تستعدّ لتكون إلى جانب السوريين على المدى الطويل".
وأشار إلى أنه جاء إلى دمشق "لإجراء اتصالات مع سلطات الأمر الواقع"، معربا عن أمله في أن تكون "الفترة الانتقالية سلمية".
وفي روما، أعربت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني الثلاثاء عن استعدادها للتحاور مع السلطة الجديدة في دمشق، داعية إلى توخّي "أقصى درجات الحذر" إزاء هيئة تحرير الشام التي تتولّى الحكم منذ إطاحة بشار الأسد.
وقالت ميلوني في خطاب أمام البرلمان إن إيطاليا "مستعدة للتحاور مع القيادة السورية الجديدة" بالتعاون مع الشركاء الأوروبيين، مشيرة إلى أن "الإشارات الأولى تبدو مشجّعة لكن لا بدّ من توخّي أقصى درجات الحذر".
من جهته، حذّر المبعوث الأممي لسوريا غير بيدرسون من أن "النزاع لم ينته بعد" رغم مغادرة الرئيس السابق بشار الأسد، وذلك في إشارة إلى المواجهات بين الفصائل المدعومة من تركيا والمقاتلين الأكراد في الشمال.
وقال بيدرسون: "وقعت مواجهات كبيرة خلال الأسبوعين الماضيين، قبل أن تجري وساطة لوقف إطلاق النار.انقضت مهلة وقف لإطلاق النار مدته خمسة أيام الآن وأشعر بقلق بالغ حيال التقارير عن تصعيد عسكري.. من شأن تصعيد كهذا أن يكون كارثيا".
وأكد أن السوريين بحاجة إلى عملية انتقالية تحافظ على مؤسسات الدولة، لافتا الى أن العملية الانتقالية في سوريا يجب أن يتمخض عنها حكومة جامعة.
وشدد بيدرسون أن على إسرائيل وقف الأنشطة الاستيطانية داخل سوريا، مشيرا الى ان الهجمات الإسرائيلية في البلاد تقوض الانتقال السياسي.
كذلك، قال بيدرسون لمجلس الأمن امس، إن التحرك الملموس نحو انتقال سياسي شامل في سوريا سيكون مهما لضمان حصول البلاد على الدعم الاقتصادي الذي تحتاجه.
وأضاف: "هناك استعداد دولي واضح للمشاركة. الاحتياجات هائلة ولا يمكن معالجتها إلا بدعم واسع النطاق، بما في ذلك إنهاء سلس للعقوبات، واتخاذ إجراءات ملائمة بشأن تصنيف (الجماعات) أيضا، وإعادة الإعمار الكامل.
على صعيد متصل، قالت كايا كالاس ممثلة الاتحاد الأوروبي العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية إن التكتل الأوروبي مستعد لإعادة فتح سفارته في دمشق.