الأحد 01 يونيو 2025
37°C
تم نسخ الرابط بنجاح
التذبذب والثبات في العقيدة
شفافيات
ليس في الإسلام أن تكون متدبذباً في العقيدة، بمعنى نصف مؤمن؛ اما ان تصدق وتؤمن، او تكون من الذين لا يؤمنون.
وليس في الاسلام ايمان لساني لا يصدقه القلب، ولا يصدقه العمل، بل إن العمل الذي يقتضيه الايمان هو مؤشر صدق الايمان؛ لان الحقيقي هو ايمان الاطمئنان، والتصديق والعمل؛ وقد عاب الله على بعض اهل الكتاب وكذبهم الذين قالوا: "وقالوا لن تمسنا النار الا اياما معدودة"؛ فقال لرسوله: "قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون"؟
فايمانهم، والحالة هذه ايمان متذبذب، لا يعتقد بصدق عقوبة الله للمشركين والكافرين والمذنبين الذين لايتوب الله عليهم لعظم ذنوب ارتكبوها.
ولن ينفع الايمان صاحب عقيدة متذبذبة بين التصديق وعدم التصديق؛ فمن يقرأ عن عقوبة الله في الآخرة، فهي هي العقوبة ليس لأحد عند الله دالة ما لم يتب في الدنيا، ويقلع عن الذنب.
وليس لأحد شفاعة عند الله ما لم يأذن به الله، وحتى النبي (صلى الله عليه وسلم) لا يشفع عند الله الا بإذنه؛ فمن اين اتى بعض اهل الكتاب بهذا التصور المتذبذب الخاطئ حين قالوا: "لن تمسنا النار الا اياما معدودة"؟ لكن الذي غرهم في تصوراتهم ما كانوا يكذبون على الله قال تعالى: "وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون".
وافتراؤهم على الله كثير ومنه: "وقالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى تلك امانيهم قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين".
ومحاججتهم في ابراهيم، وقال الله تعالى: "ماكان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين".
وقال تعالى ردا على افتراءاتهم وكذبهم: "إن أولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا"، والذين اتبعوا ابراهيم هم محمد (صلى الله عليه وسلم) وأمته.
إن حقيقة الدين لا تتعدد، فلا يصح ان نقول اديان، انما إن الدين عند الله الاسلام.
كاتب كويتي