شفافيات
رغم هموم الأمة، ومأساة غزة، ورغم فرحة جلاء الهم والغم، والوجع عن سورية وتحررها من العائلة المجرمة الديكتاتورية، على أيدي الاسلاميين من ابناء سورية الشجعان الكرام.
ورغم اختلاط الالم بالفرحة وهموم المسلمين، الا انني لم انس طفولتي وشوقي في حب المباريات في كرة القدم؛ وقد قضيت معظم حياتي "قولجي"، ودفاع وهجوم في ملاعب الفريج في الشامية وملاعب البر، وملاعب الاصدقاء، وملاعب الشارع، وملعب نادي الكويت للاشبال؛ فكيف أنسى كل هذا التكوين التراكمي في هذا العشق الرياضي؛ وان لنفسك عليك حقا؟
وعلى كل حال فلقد شاهدت كل مباريات كرة القدم لكأس الخليج العربي، ولم تفتني مباراة واحدة، التي تجري هنا في الكويت بلد المحبة والاخاء والسلام.
وشاهدت بعض حلقات ديوانية المعلقين الرياضيين الجميلة، وتعليقات الضيوف للبرنامج الرياضي هذا، وأقول لهم بحرقة: حرام... حرام... حرام عليكم، لقد صببتم كل جهدكم في احباط منتخب الكويت لكرة القدم، وانتم لا تشعرون.
وكانت رؤيتكم مظلمة حزينة كئيبة للمنتخب الكويت قبل، وقبيل مباراته مع فريق الاشقاء الامارات؛ ولقد اصابني احباطكم قبل ان يصيب احبابنا، منتخب الكويت البطل؛ ولما سجلت الامارات الهدف الاول المبكر في بداية المباراة على فريقنا قال لي احباطكم ان النتيجة ستكون خمسة صفر لمصلحة الامارات؛ وفكرت ان اغلق جهاز التلفزيون، واذهب لأنام، فليس عندي استعداد عصبي ان ارى الاحباط الذي اثرتموه فينا يتحقق في الفريق الكويتي الشاب.
لكني قلت للعيال في البيت؛ ان التشكيلة تشكيلة شباب هزيمة رياضية منكرة.
وقلت ايضا، وانا اقاوم احباطكم؛ قلت: أظن ان الشباب الكويتي سيوقفون قوة منتخب الامارات، وحسبت حساب التعادل على الاقل؛ فتاريخ المنتخب الكويتي والعزيمة الروحية، والنفسية الكويتية قاومت الاحتلال العراقي، الذي دخل علينا بمليونين واربعمئة الف مقاتل ما بين مدجج بالسلاح وما بين مدرب على السلاح احتياطي الجيش العراقي، فكيف تنهزم هذه النفسية في مباراة كرة قدم بين الاشقاء الخليجيين؛ حتى ولو كان بيليه ورونالدو ورونالدينو وميسي وما ادري شسمه يلعب معاهم ومعاهم "قولجيهم" الروسي الشهير بوشكاش ايضا؟
لكن الفريق الكويتي البطل فرحنا؛ الله يفرحه دائما بأحلى نتيجة على اقوى المرشحين لبطولة الخليج، وخرج منتصرا باثنين مقابل واحد، وبكفاءة عالية، ورجولة رياضية جبارة؛ وسجل الواحد الاماراتي في اول خمس دقايق الواى من المباراة.
فحنانيكم حنانيكم يا كبار المعلقين من اثارة الاحباط مرة اخرى في فريق منتخب عريق مثل المنتخب الكويتي... الله يسامحكم.
كاتب كويتي
[email protected]