كاهن الرعية اللاتينية الأب سليمان حيفاوي والأب أنطونيوس حبيب والسفير طهبوب مع المهنئين بعيد الميلاد
في أجواء من المحبة والسلام وبحضور رسمي وديبلوماسي
طهبوب: لا شجرة لعيد الميلاد ولا بابا نويل ولا هدايا ولا كنائس ولا طفولة في غزة نتيجة حرب الإبادة
احتفلت الكنيسة الكاثوليكية (كاتدرائية العائلة المقدسة في الكويت) بعيد الميلاد المجيد وسط أجواء مليئة بالإيمان والمحبة.
جمعت المناسبة عددا كبيرا من المؤمنين من مختلف الأطياف والثقافات والجنسيات، ما أبرز جمال التنوع الذي يميّز الكنيسة ودورها الجامع في تعزيز روح الوحدة بين الجميع لا سيما في الوطن العزيز الكويت. ترأس القداس الاحتفاليّ الأب سليمان حيفاوي، كاهن الرعية اللاتينيّة، بالمشاركة مع الأب أنطونيوس حبيب.
وقبل الاحتفال، رحب الأب حيفاوي بالحضور من الشخصيات الرسمية والديبلوماسية والمؤمنين لا سيما السفير الفلسطينيّ رامي طهبوب.
أرض الرسالات
من جهته، توجه طهبوب بالشكر الى نيافة الأب سليمان الحيفاوي، كاهن رعية اللاتين على دعوته لإلقاء كلمة بهذه المناسبة المقدسة. وقال: أتشرف هذه الليلة بالوقوف أمامكم كسفير لدولة فلسطين، الأرض المقدسة، أرض الرسالات مهبط الأنبياء، ومهد المسيح عليه السلام ومهد الديانة المسيحية وقيام اليسوع سلام الله عليه، فلسطين البداية والنهاية، أرض السلام والمحبة والأخاء، فلسطين التعايش الإسلامي المسيحي الذي يمتد إلى أكثر من 1500 عام، فلسطين التنوع المجتمعي الذي يحتذى به أمام العالم أجمع.
واضاف: أقف أمامكم اليوم والحزن والألم يخيم علينا جميعًا ونحن نطوي عاما آخر من ويلات الحرب والإبادة الجماعية في قطاع غزة المنكوب، وعموم دولة فلسطين المحتلة والأراضي المقدسة.
رسالتان
وتابع قائلا: جئتكم اليوم أحمل لكم رسالتين، الأولى من أطفال غزة المسيحيين والمسلمين، الذين اعتادوا منذ فترة بعيدة إحياء الميلاد المجيد يدا بيد وكتف بكتف على الاحتفال بإضاءة شجرة عيد الميلاد في هذا الشهر المبارك، ليقولوا لكم اليوم أننا وللعام التالي على التوالي نفتقد إضاءة شجرة عيد الميلاد وهدايا "بابا نويل" والذهاب مع والدينا إلى الكنائس لأنه لم تعد هناك شجرة ولا بابا نويل ولا هدايا ولا كنائس ولا حتى طفولة، فجميعها أصبحت انقاضا وأثرا بعد عين نتيجة حرب الإبادة والتجويع والتهجير القسري، ولا نريد شيئا سوى العودة إلى بيوتنا و مدارسنا وكنائسنا لنتمكن من تزيين شجرة الميلاد كما كنا، نرجوكم أن تدعو لنا بأن تتوقف هذه الحرب المجنونة!
"رسالة بيت لحم"
وعن الرسالة الثانية قال طهبوب: أحملها لكم من مهد المسيح ومهد الديانة المسيحية مدينة بيت لحم ومن كنيسة المهد ومغارة المهد، هذه الكنيسة، التي تعتبر أقدم كنيسة في العالم، لا تزال أبوابها مفتوحة أمام المصلين، للعام الثاني على التوالي تكون مدينة بيت لحم مدينة عيد الميلاد خالية من أي مظاهر احتفالية بمناسبة يحتفل بها مئات الملايين حول العالم، بينما بيت لحم تغطيها سحب الحزن والدموع، ويحيط بها جدار الفصل العنصري غيوم ملبدة بالحزن والدموع وجدار فصل عنصري يحاصرها من كل الجهات واحتلال غاصب ظالم يحرم شعب مقهور مظلوم من أبسط حقوقه بالصلاة والعبادة.
إلى ذلك، أكد المحتفلون أن هذا الإحتفال يعكس قيم الميلاد التي تدعو إلى الوحدة، التسامح والمحبة، كما عبّروا عن امتنانهم للكويت التي توفر أجواء من الحرية الدينيّة والتعايش السلميّ، ما يبرز دورها كمنارة للتنوع.
أرض خلقت للسلام وما رأت يوماً سلاماً
أشار السفير الفلسطيني خلال حديثه الى رسالة بعثها أهالي بيت لحم ومؤسساتها من الإخوة المسيحيين لقداسة البابا فرنسيس، وهي عبارة عن مغارة الطفل يسوع ملفوفا بالكوفية الفلسطينية وهي مصنوعة من خشب الزيتون الفلسطيني والصدف الفلسطيني تقديرا ومحبة واجلالا لقداسته ومواقفه تجاه فلسطين وشعبها، وقد عرضت في قاعة بولس السادس لتذكير العالم بأن السيد المسيح عليه السلام رسول السلام، والمحبة، والتسامح، وأن فلسطين هي الأرض المقدسة، أرض غصن الزينون وأرض التعايش والتنويع. واختتم السفير كلامه: سلام على أرض خلقت للسلام وما رأت يوما سلاما.
التراتيل تزين القداس
زين القداس بالتراتيل الميلادية التي أدخلت الفرح والرجاء إلى قلوب المؤمنين، مع التركيز على معاني الميلاد السامية التي تدعو إلى المحبة والتسامح.
دعوات للكويت: دُمتِ واحة أمن وأمان
رفع المحتلفون الدعاء في الأعياد الميلادية وبداية السنة الجديدة طالبين من الله أن يحفظ الكويت ويباركها، لتبقى دائماً واحة أمن وأمان تحت قيادة سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد.
الكنيسة تستقبل المهنئين اليوم
أعلنت الكنيسة الكاثوليكية فتح ديوانيتها لاستقبال المهنئين بمناسبة عيد الميلاد المجيد وبداية السنة الجديدة؛ اليوم الخميس 26 ديسمبر من الساعة السادسة مساءً وحتى التاسعة ليلًا.
من احتفال الكنيسة الكاثوليكية
ترحيب بالسفير رامي طهبوب