تلفيق التهم

زين وشين

تعودنا أن نرى من خلال مشاهدتنا الأفلام المصرية المتهم البريء الذي تلفق له التهمة، من رجل أمن، وتستمر أحداث الفيلم، وفي نهايته تتضح براءته.

لكن لم نتصور أن نرى تلفيق التهم على أرض الواقع في دولة الكويت، خصوصا موضوع "دس الحشيش" في سيارة بريء، ومن ثم تفتيشه، وإلقاء القبض عليه، وتلفيق قضية لهذا البريء، وإحالته الى الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، ولو نجح التلفيق ولم يكشف لكانت عقوبة هذا البريء سنوات طويلة جدا خلف القضبان، من دون ذنب!

لكن الله، عز وجل، العدل الذي لا يحب الظلم، لا يغفل عن كشف المستور، فخرج من القضية المتهم، ظلماً وعدواناً، بريئاً، فيما حكمت المحكمة بسجن رجل المباحث، وشريكه عشر سنوات.

طبعاً الحكم ليس نهائياً، وهناك درجتان باقيتان من التقاضي، قد تتغير فيها الأحوال، لكن نتحدث عن حكم محكمة الجنايات الموقرة، الذي نشر في الصحف، والذي اثبت تلفيق التهمة، وهنا مربط الفرس، حين يستغل رجل الامن منصبه ويظلم ويتهم بريئاً، وهذا ما لم يكن ليحدث في دولة الكويت في السابق، دولة الحق وسيادة القانون.

قد تكون هذه الحالة فردية، او من شواذ القاعدة، إلا اننا لم نتعود على الظلم، ولا نقبل به، ونتمنى ان يكون هذا الحكم المشدد الذي صدر عن محكمة الجنايات، عبرة لمن يعتبر، فالمؤشر خطير حين يتجرد الانسان من مخافة الله، ومن الضمير، ويتجرد من إنسانيته، ويلفق تهمة لبريء، من أجل هدف دنيوي قد لا يتحقق.

كل الكويت مستاءة من هذه الحادثة، التي نرجو أن لا تتكرر، ولكن نرى انه من الضرورة ان نسلط الضوء الكاشف على هذه القضية، لنؤكد رفض الناس لها، واستياءهم منها، ووقوفهم مع المظلوم ضد الظالم، لكي لا تتكرر، ففي تكرارها خسارة كبيرة لثقتنا في بعضنا بعضاً، وثقتنا في أجهزتنا الأمنية، وبالتالي هذه الأفعال لا تليق بسمعة بلدنا، والله المستعان... زين.