حوارات
يشير الاضطراب الوهامي (الضلالي) إلى حالة نفسيّة سلبيّة، تتمثّل في عجز الإنسان عن التمييز بين ما هو وهمي وما هو حقيقي في الحياة اليومية.
وتتولّد عند الفرد اعتقادات وهمية كاذبة، لا تستند على أدلة فعليّة، لكنّه يعتقد بصحّتها، ومن أسباب هذا المرض الذي يأتي تحت مظلّة الإضطرابات الذهانية، هي وجود اختلال في بعض أجزاء من الدماغ المسؤولة عن التفكير، أو لأسباب وراثية، أو بسبب سوء التنشئة، الأسرية والاجتماعية، أو بسبب الاجهاد النفسيّ المفرط.
ومن علامات الإصابة بالإضطراب الوهامي نذكر ما يلي:
- غياب الوعي الذاتيّ بالإضطراب الوهامي: يغيب عن المصاب خطورة أفكاره الوهمية، ووساوسه على نفسه، وعلى الآخرين المحيطين به.
- الشعور بالاستغلال والاضطهاد والملاحقة: يشعر المضطرب الوهامي باستمرار أنه ضحية للاضطهاد وللملاحقة، من قبل الآخرين "الأشرار" فبالنسبة له الجميع يتآمرون عليه.
- التشكيك بنوايا الأهل والأصدقاء: يشكّك المصاب بمرض الاضطراب الوهامي بنوايا من هم حوله، ومن يحتك بهم في العالم الخارجي، فبالنسبة له الأهل والأقرباء المقرّبون والأصدقاء يتمنّون استغلاله، أو التلاعب به أو إيذاءه، وأغلبية الناس في العالم الخارجي يرغبون في استغلاله، أو على الأقل خداعه.
- جنون العظمة: المضطرب الوهامي "سوبرمان"، وإنسان خارق وكامل الأوصاف، ولديه شعور مفرط بالأهميّة، ويوجد أشخاص، لم يقابلهم حتى اليوم، يعشقونه عشقاً جنونياً، ويتمنّون خدمته بأي شكل من الأشكال.
وآراؤه الشخصية أكثر صواباً من آراء الآخرين، ويستطيع قراءة الأفكار، وهو مثل القط الذي يرى نفسه أسداً.
- التفكير الكارثيّ: يقلّ عند المضطرب الوهامي تقدير وحبّ الذّات، ويميل غالب الوقت الى ممارسة التفكير الكارثيّ المفرط، الذي يتجلّى في التركيز الهوسي على أسوأ الاحتمالات، دون أن يستند هذا النوع من التفكير السلبيّ على أدلّة واقعية، ويُضيف هذا النفر المضطرب معاني وهميّة وتآمريّة على أحداث حياتية طبيعية.
- الضغائن والحقد الشديد: يشعر المضطرب وهامياً بالحقد الشديد تجاه أفراد محدّدين، بسبب توهّمه الجنونيّ أنهم أعداؤه اللدودون، وربما ستجده الأقلّ براً بذوي القربى، والأقلّ رحمة بهم، ويشكّل حمل الضغينة والرغبة الشديدة في الانتقام بعض العلامات البارزة لعلاقاته، الفرديّة والاجتماعية.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi