الأحد 11 مايو 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 طلال السعيد
كل الآراء

تلقين الوطنية

Time
الاثنين 30 ديسمبر 2024
View
60
طلال السعيد
زين وشين

كلنا نعرف ان الولاء للأرض والوطن رقم صعب جدا، لا يقبل القسمة، من دون شك، الّا ان الولاء الحقيقي لا يمكن ان يكون بالتلقين، بأي حال من الاحوال، بمعنى انك لا يمكن أن تلقن شخصاً كيف يكون وطنياً كويتياً مخلصاً، أو تجعله يردد خلفك كلمات بعدها يصبح وطنياً، بمعنى الكلمة مثل قسم الولاء في الولايات المتحدة، الذي يمنح الشخص بعد قسمه الجنسية الأميركية.

فالوطنية لا يمكن ان تأتي بها ثم تغرسها في نفس فرد من الأفراد غرسا، كما تغرس الشجرة في الارض، فتصبح جزءاً من الارض، او تنتمي لها، بل حتى الأشجار بعضها لا تعيش إلا في تربتها الأصلية، وتموت إذا نقلت إلى مكان آخر.

كذلك الوطنية فهي أمر فطري يولد مع الانسان، ويرضعه مع حليب والدته، ويكبر معه، ويعيش بداخله من بدء الحياة حتى الوفاة.

نقول هذا الكلام، ونحن نعنيه، بعد ان اثبتت التجارب ان حمل جنسية بلد معين لا تعني صدق الولاء لهذا البلد، فبمجرد ان تنتهي المصلحة تنتهي علاقة الفرد بالجنسية المكتسبة، وهذه حقيقة أثبتتها تجارب الشعوب، منذ قديم الزمن حتى اليوم.

اما تصريحات البعض ممن سحبت جناسيهم فهي دليل واضح على ان منحهم الجنسية كان خطأ كبيراً، والاهم ان منح الجنسية لم يصنع الولاء المتوقع!

كم كنا بحاجة ماسة إلى مثل الاجراءات الأخيرة الموفقة، لحماية هويتنا الوطنية، التي كادت تضيع في وسط الزحام الذي كنا نعيشه، فلا تعرف المزور من غير المستحق، من المستثنى!

وللتذكير اول اجراء فعلته الحكومة السورية الجديدة، بعد سقوط النظام السابق، هو سحب الجوازات السورية التي منحت لأشخاص ليسوا سوريين بالاساس، منحت لهم من النظام السابق من دون وجه حق، لاسباب يعرفها الجميع، مع العلم ان الجواز السوري لا يتمتع حامله بالميزات التي يتمتع بها حامل الجواز الكويتي... زين.

آخر الأخبار