هَشَاشَة الشَّخصيّة

حوارات

تَهِشُّ شخصية الانسان عندما يرقّ بإفراط، وعندما يصبح لَيِّناً جدًّا، ويتحوّل شخصاً يسرع كسره، نفسياً، وأحياناً بدنياً.

ومن بعض علامات وأسباب هشاشة الشخصية، وكيفية علاجها، نذكر ما يلي:

-العلامات: يظهر على هشّ الشخصية حساسيّة عاطفية مبالغ فيها، فلا يكاد يسمع كلاماً مُؤَثِّراً مُصطَنَعاً حتى تمتلئ عيناه بالدّمع، ويتجاوز الحدّ المنطقي في أغلب ردود فعله العفوية.

ويقع بشكل سريع في شباك التلاعب اللفظي الاستغلاليّ، ويكترث بشكل زائد عن الحدّ بمشاعر الآخرين، وربما يتولّد عنده مع مرور الوقت قابلية نفسيّة "اِستشهاديّة" للتضحية بصحّته، وربما بنفسه بهدف خدمة من يعرف في داخله أنهم لن يقدّروا تضحياته لهم.

ويظهر عليه في بعض الأوقات نوع من العفوية الغشيمة، وإذا كان رجلاً فربما ستلاحظ عليه نعومة لا تتناسب مع الرجل الحقيقي صلب العود، ويغلب عليه التردّد في اتخاذ قراراته الشخصية، ويتفادى الدخول في صدامات مستحقّة مع الوقحين، وربما يخشى النظر في عيون من يخاطبه، وأسوأ ما فيه هو قابليّته السريعة للانكسار النفسيّ.

-الأسباب: يمثّل التعرّض لتربية أسريّة مضطربة فشل فيها الوالدان أو أحدهما، وباختيارهما، في تربية أبنائهما على تقوية شخصياتهم، وعلى الاستقلالية، والدفاع عن النفس، أبرز أسباب هشاشة الشخصية بعد سن الرّشد، وبسبب بقاء الفرد في بيئة يكثر فيها ضعفاء الشخصية، ولضعف تقدير الذّات، وتعريض الانسان نفسه للمهانة على أيدي الآخرين بلا أن يشعر بالإحراج.

وبسبب الخوف من الاقدام على المجازفة في أي شيء في الحياة، ولو على سبيل التجربة والتعلّم، وبالطبع، بسبب ضعف الثقة بالنفس، ولضعف الايمان الديني، والخوف الشديد من الموت، وضعف مهارات التواصل الفعّال مع الآخرين في العالم الخارجي، واختيار العزلة بدلاً من مخالطة الناس.

-علاج هشاشة الشخصية: يبدأ التغيير للأفضل في حالة الإصابة بهشاشة الشخصية برفض الإنسان لما هو عليه من ضعف اختياري، وبمعاهدته لنفسه للخروج من مستنقع جلد الذّات، وبتقوية الشخصية، وتعلّم مهارة ضبط النفس، وتقوية الإرادة، ومصاحبة الأسوياء من أقوياء الشخصية، ورفع الصّوت بشكل مناسب عند التحدّث في الحياة العامة، وبقول "لا" أكثر من قول "نعم".

كاتب كويتي

@DrAljenfawi