الخميس 09 يناير 2025
17°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحتال وزوجته غسلا أدمغة أهل القرية فاستوليا عليها
play icon
الأخيرة

المحتال وزوجته غسلا أدمغة أهل القرية فاستوليا عليها

Time
الأربعاء 08 يناير 2025
View
4380
أحمد الجارالله
حديث الأفق

هناك من يقعون دائماً في براثن التضليل والاحتيال المتقن فيدمنون الخسارة

النصاب للناس: لدي حمار ينهق ذهباً فمن يشتري؟
وقع مشتري الكلب في الفخ الذي وقع فيه صاحب الدابة

التضليل احتيال متقن، يستخدم في الكثير من الأوقات لتسويق بضائع فاسدة، فيما تستخدمه القوى السياسية من أجل غسل أدمغة الناس، وزيادة شعبيتها بينهم، خصوصاً في مواسم الانتخابات.

وهناك دائماً من يقعون في براثن هذا التضليل، أو بالأحرى الاحتيال، خصوصاً حين يطمعون في زيادة ثرواتهم.

تتعدد طرق الاحتيال، لكن يبقى المبدأ هو نفسه، وعلى هذا الأساس، فإن الأسطر التالية تروي ماذا يمكن أن يفعل المحتال من أجل تسويق بضاعته، رغم أن فيها من الخيال الكثير، لكنها تبقى دلالة على من يقع في وهم من دون أن يدري أنه يمكن أن يدفع عمره ثمناً لذلك، وهنا فحوى القصة:

رجل وزوجته قررا الذهاب إلى قرية من أجل النصب على أهلها، وعندما وصلا اشتريا منزلاً، وأقاما فيه، ثم ذهب الرجل إلى قرية مجاورة، واشترى حماراً، وعلّمه أن يضع في فمه قطعة ذهب، وينهق فتقع من فمه.

ثم ذهب به إلى السوق، وصرخ: "أيها الناس لدي حمار غير عادي للبيع"، فاجتمع الناس حوله، ولم يروا أي أمر غير عادي، فقالوا له: "وما هو غير العادي في هذا الحمار"؟!

فقال: "كلما نهق سقط الذهب من فمه".

في بداية الأمر سخروا منه، وظنوه مجنوناً، فما كان منه إلا دفع الحمار حتى نهق، فسقطت من فمه قطعة الذهب، عندها أقبلوا عليه، وصاروا يساومونه عليه، حتى اشتراه أحد التجار بمبلغ كبير. وعندما عاد المشتري إلى بيته اكتشف أنه تعرض لعملية نصب كبيرة، فقرر الذهاب مع بعض أهل القرية إلى بيت المحتال كي يسترجع أمواله، ولما وصلوا لم يجدوه، لكن الزوجة قالت لهم إنها سترسل الكلب كي يبحث عنه، ويحضره.

أطلقت المرأة الكلب، وبعد وقت قصير عاد الرجل ومعه كلب شبيه بالذي أطلقته زوجته، فنسي الرجال السبب الذي أتوا من أجله، وراحوا يساومونه على الكلب حتى اشتراه أحدهم بمبلغ كبير من المال.

وعندما عاد الرجل الذي اشترى الكلب إلى البيت أخبر زوجته عن الكلب، وطلب منها أن تطلقه حين يكون خارج المنزل حتى يعثر عليه، ويأتي به.

في اليوم التالي، خرج الرجل من البيت، وفعلت الزوجة ما طلبه زوجها، وذهب الكلب ولم يعد، وعندما عاد صاحب البيت، سأل زوجته عن الكلب، فقالت إنها أطلقته كما طلب منها كي يحضره إلى البيت، لكن منذ الفجر لم يعد، فعلم أنه تعرض لعملية نصب، فقرر الذهاب مع بعض أهل القرية إلى المحتال كي يسترجع ماله، وعندما وصلوا إلى بيته، أخبرتهم زوجته بأنه غير موجود، فمكثوا أمام المنزل ينتظرونه.

عاد المحتال ووجد القوم في انتظاره، فصرخ على زوجته، مؤنباً، لأنها لم تكرم الضيوف، ثم أخرج من جيبه سكيناً وطعن امرأته في صدرها، وكانت تضع تحت ملابسها كيساً مملوءاً بمادة حمراء تشبه الدم، فتظاهرت بالموت، فصُدم الجميع، وظنوا أنه قتلها، إلا أنه أخرج من جيبه ناياً، وبدأ في العزف، فتظاهرت الزوجة أنها عادت إلى الحياة.

عندها نسي الجمع لماذا أتوا، وبدأوا بالتفاوض معه على الناي حتى اشتراه أحدهم، ولما عاد المشتري إلى بيته أقدم على قتل زوجته، ثم أخذ الناي وبدأ بالعزف كي تعود إلى الحياة مرة أخرى، لكن لا حياة لمن تنادي.

في الصباح، سأله أحد رجال القرية عن الناي، فقال إنه يعمل، فطلب استعارته، فأعطاه الناي، وكرر الجار فعلته، وبات الجميع يسألون عن الناي، وكل رجل يخفي حقيقة ما جرى له، حتى دار الناي على جميع رجال القرية، وكثر قتل الزوجات.

وعندما اكتشف الأمر، قرروا أن يلقوا بالمحتال في البحر، لإغراقه، فألقوا القبض عليه ووضعوه في شوال وتوجهوا به إلى البحر، ولأن الطريق كانت طويلة، تعبوا فقرروا أن يستريحوا، فغلبهم النعاس، وبينما هم نائمون مرّ عليهم راعي أغنام، وسمع صراخاً من الشوال، ففتحه الراعي فأخرج المحتال رأسه.

استغرب الراعي من نوم الجماعة، فسأله عنهم، ولماذا حبسوه في الشوال؟

فقال المحتال إن هؤلاء الناس يريدون تزويجه من بنت كبير التجار: "لكنني لا أريد الزواج منها، لأنني أحب فتاة غيرها".

أقنع الراعي أن يحل مكانه في الشوال، بينما أخذ الأغنام، وعاد بها إلى القرية، ولما نهض الجماعة من نومهم ألقوا الشوال في البحر، وعادوا إلى القرية، ففوجئوا بالمحتال أمامهم.

وسألوه، كيف عاد من البحر، فقال لهم إن حورية بحر أنقذته، وأعطيتها مالاً وذهباً وغنماً، وانطلت الحيلة مرة أخرى على الرجال الذين اندفعوا إلى البحر، فغرقوا جميعا، وأصبحت القرية بأكملها ملكاً للمحتال.

نكشات
  • نحن بحاجة إلى تسهيل قدوم الزوار لبلدنا، فتجربة "خليجي 26" تشير إلى أهمية أن يزورنا مواطنو العالم.
  • الكويت بحاجة إلى رفع مستوى الرفاه ليتمتع مواطنوها بوطنهم، ويأنس الزائر ببلدنا، ويجد ما يذهب إليه ليسليه، حتى لا يصاب بالقنوط والاكتئاب.
  • مجالسة العلماء تزيد من أدبك، ومجالسة الأغنياء تزيد من قسوتك، ومجالسة الأطفال تزيد من مرحك، ومجالسة العاصين تزيد من طيشك، فاحرص على اختيار من تجالس.
  • يمرض الجسم من الكلام الكثير، ومن النوم الكثير، ومن الأكل الكثير، ومن الجماع الكثير، هذه هي الحال، والبدن يُهرمه الهمُّ والحزن، والجوع، والسهر.
  • الوسادة تحمل رأس الغني والفقير، والصغير والكبير، والحارس والأمير، لكن لا ينام عليها إلا مرتاح الضمير.
  • أحمد الجارالله
آخر الأخبار