حوارات
صاحب العقل الرزين، هو الانسان السويّ نفسياً، المستقيم أخلاقياً، وهو الموافق للصّواب في أغلب أقواله وآرائه تجاه نفسه، وتجاه ما يراه ويسمعه، ويتعرّض له في العالم الخارجي. ومن بعض النصائح المفيدة لذوي العقول الرّزينة في عالم اليوم المضطرب، نذكر ما يلي:
- اِسْتِبَاق الخيرات: يستعجل ذو العقل الأعمال الصّالحة، فيبادرها ويسارع فيها، سواء كانت طاعات، أو أعمال خير أو صدقات، وذلك لأنّه يدرك أنّ ما يبقى معه بعد مغادرته للحياة الدنيا الفانية هي أعماله فقط لا غير، وهي رصيده الدنيوي الوحيد الذي يبقى معه، ويرافقه الى الآخرة. -ترويض الهوى الجامح: الهوى البشري وفقاً لفطرته الغريزية شهوانيّ، ولا يخضع طوعاً للعقل، ما لم يحرص العاقل الرّزين على ترويضه، وملاءمته كرهاً إلى ما هو حسن وأخلاقيّ. والرّزين يحرص قدر استطاعته على ترويض هواه، لإدراكه أنّه يؤدّي عادة الى السقوط الأخلاقي، أو الهلكة الفعلية.
-مناجاة الله عز وجل: يناجي الرّزين ربّه في سرّه وعلانيته، ومن يخصّص من وقته، ولو بضع دقائق في اليوم، ينقطع فيها الى المولى عزّ شأنه، ليخشع له، وليطلب مغفرته وعونه، لا بد أن تزكى نفسه، ويهتدي قلبه وعقله الى ما فيه صلاح دنياه، وآخرته.
-اعتزال الْأَنَام: يتنحّى الرّزين بنفسه عن الناس بين الحين والآخر، بهدف التفكّر في شؤون حياته الخاصّة، وللاتّعاظ من تجاربه، وتجارب من يسمعهم ويشاهدهم في الحياة العامة، وبقصد إعادة تأكيد قيمه، ومبادئه الأخلاقية السويّة، وربما بهدف إزالة ما علق به من رواسب التأثيرات البشرية السلبيّة.
-تقوى الله عزّ وجلّ:"وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرا"(الطلاق 2- 3)، والتقوى هي خشية الله تعالى في السرّ وفي العلن، ومراقبته في القول والفعل. -الانشغال بإصلاح عيوب النفس: يركّز الرّزين جهوده النفسيّة لإصلاح عيوب نفسه، ولا يتدخّل في شؤون الناس، ولا ينصح ما لم يُطبِّق النصيحة على نفسه أولاً.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi