الخيانة العظمى

كفانا الله وإياكم شر الخيانة، فإن الله عز وجل يقول: "ان اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ"، ومن حديث المصطفى (صلى الله عليه وسلم) في صفات المنافق "إذا اؤتمن خان"، والخيانة لها أشكال متعددة، ولعل اصعب أنواع الخيانة هي خيانة الوطن التي تسمى الخيانة العظمى.

فما هي الخيانة العظمى في القوانين الكويتية، او حتى في بقية القوانين في العالم كله، وفق ما نقرأ ونبحث، مع العلم أن المتخصصين في هذا المجال هم الأدرى، من واقع التخصص، إلا ان هناك ما يسمى الثقافة العامة التي تجعل الانسان يعرف شيئاً عن كل شيء، ولا يعرف كل شيء عن شيء واحد؟

وفي هذا المجال تتفق جميع القوانين في العالم على ان هذه التهمة توجه إلى من يتصل بدولة خارجية، بهدف تقويض الأمن والاستقرار في بلاده، او يقاتل مع طرف آخر ضد بلاده، او يحشد ضدها، او يخطط لقلب نظام حكم دولته، او لاغتيال رأس الدولة، او يخطط لغزو الدولة، فيتخابر مع دول أخرى عدوة، او يتعمد تسريب ما يصنف على انه سر من أسرار الدولة. والجرائم التي تصنف كخيانة عظمى كثيرة بناء على تصنيف المحققين، او النيابة العامة، للتهمة الموجهة الى المتهم، وفي الوقت نفسه، يمكن لمحامي المتهم نفي التهمة، وتقديم ما يمكن ان ينفي عن موكله كل ما اعتبر خيانة عظمى، ولا يمكن ترجيح حسن النية في هذا الأمر، وتكون غالبا العقوبة على هذه الجريمة هي الإعدام، أو السجن المؤبد وفق اقتناع القاضي. ونحن في دولة الكويت ليست لدينا سوابق كثيرة في جرائم الخيانة العظمى، قد صدرت فيها احكام، باستثناء محاكمات المتعاونين مع الغزاة العراقيين اثناء احتلالهم للكويت، وعلى رأسهم رئيس الحكومة الحرة الموقتة، في ذلك الوقت الذي حكم عليه بالمؤبد وفق ما نذكر.

فالكويت بلاد خير، لا يأتي منها إلا الخير لاهلها، ولمن يعيش على ارضها، وتخرج منها من أعمال الخير ما يدفع عنها وعن اهلها البلاء، لذلك تجد ان كل من نواها بشر يقع بشر أعماله، فاعتبروا يا اولي الألباب...زين.