الجمعة 10 يناير 2025
18°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كواليس الساعات الأخيرة للضغط الأميركي-السعودي لانتخاب جوزاف عون رئيسا للبنان
play icon
الرئيس اللبناني المنتخب جوزاف عون
الدولية

كواليس الساعات الأخيرة للضغط الأميركي-السعودي لانتخاب جوزاف عون رئيسا للبنان

Time
الجمعة 10 يناير 2025
View
150

نسّقت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وفريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب بشكل وثيق للضغط من أجل انتخاب الجنرال جوزاف عون رئيساً جديداً للبنان، وفق ما قال مسؤول أميركي ومصدر مطّلع على القضية لموقع "أكسيوس".

وبحسب "أكسيوس"، فإنّه بعد أن اغتالت إسرائيل الأمين العام السابق لـ"حزب الله" حسن نصرالله، وتعرّض "حزب الله" لسلسلة من الضربات، قرّرت إدارة بايدن الاستفادة من الوضع ودفع القادة اللبنانيين لانتخاب رئيس جديد.

وقد حصلت هذه الجهود على دفعة قبل 6 أسابيع عندما وقَّع لبنان وإسرائيل على اتفاق لوقف إطلاق النار. وبعد يوم واحد من سريان وقف إطلاق النار، أعلن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن الانتخابات الرئاسية ستجرى في 9 يناير.

وقال مسؤولون أميركيون إنّه خلال الأسابيع الستة الماضية، قادت إدارة بايدن والمملكة العربية السعودية جهداً مشتركاً لضمان انتهاء تصويت 9 يناير في البرلمان اللبناني إلى انتخاب رئيس جديد، فيما دعمت فرنسا وقطر هذا الجهد.

خلف الكواليس

وقال مسؤولون أميركيون إنّ الجهود بلغت ذروتها هذا الأسبوع عندما سافر مبعوث الرئيس بايدن آموس هوكشتاين، الذي توسَّط في اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، إلى المنطقة.

لم تقل الولايات المتحدة ذلك علناً، لكنّ هوكشتاين مارس ضغوطاً من أجل عون سرّاً. وقال مسؤولان أميركيان إنّ إدارة بايدن تعتبر قائد الجيش اللبناني محترفاً وموالياً للغرب، ولا يدعم "حزب الله"، ويحظى بثقة الأغلبية من اللبنانيين.

وقبل الرحلة، التقى هوكشتاين ومستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان مع مستشار الأمن القومي لترامب النائب مايك والتز ونسّقا المواقف.

وقال المصدر إنّ فالتز وفريق بايدن اتفقوا على أنّ من المهم ألّا يتمكّن "حزب الله" من العودة من خلال العملية السياسية للانتخابات الرئاسية.

إلى ذلك، لفت مسؤول أميركي إلى إنّ هوكشتاين كان على اتصال أيضاً بمبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، وأطلعه على التطوّرات المتعلّقة بالانتخابات الرئاسية اللبنانية.

وقال مسؤول أميركي إنّ هوكشتاين، عندما سافر إلى الرياض يوم الأحد، وإلى بيروت في اليوم التالي، أخبر محاوريه بأنه يتحدّث نيابة عن إدارة بايدن، لكنّ فريق ترامب الانتقالي متفق مع موقف الإدارة بشأن الانتخابات الرئاسية اللبنانية.

ولفت مسؤول أميركي إلى أنّ هوكشتاين التقى في الرياض وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ومبعوثه الأمير يزيد بن فرحان للتنسيق بشأن ستراتيجيتهما.

وفي بيروت، التقى هوكشتاين لساعات، يوم الإثنين، رئيس مجلس النواب نبيه بري، ثم رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، وانضم إليه عون في وقت ما.

لكن أحد المسؤولين الأميركيين قال إنّ الاجتماع الأكثر أهمية كان مساء الإثنين مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.

وقال المسؤول الأميركي إنّ هوكشتاين التقى جعجع بعد منتصف الليل لإقناعه بالتخلّي عن اعتراضه على ترشيح عون، وإصدار أمر للمشرّعين من حزبه بالتصويت له.

وفي صباح يوم الثلاثاء، التقى هوكشتاين مع عشرات المشرعين اللبنانيين لتناول وجبة الإفطار في بيروت.

وقال أحد المشرّعين اللبنانيين لهوكشتاين، وفقاً لمسؤول أميركي: "من يمنحك الحق في أن تقرر من سيكون رئيس لبنان".

وقال مسؤولان أميركيان إن المبعوث الأميركي ردّ بأنه لا يخبرهم بكيفيّة التصويت، وأكدوا أن بإمكانهم فعل ما يريدون.

وقال هوكشتاين للمشرعين، وفقاً لمسؤولين أميركيين: "لكن من حقّي أن أقرّر مقدار الوقت الذي ستنفقه الولايات المتحدة على لبنان، وأين تريد إنفاق أموالها".

وقال إن ذلك لا يشكّل تهديداً، لكنه شدّد على أن إدارة بايدن وإدارة ترامب المقبلة تعتقدان بأن انتخاب رئيس جديد الآن سيكون في صالح لبنان.

وقال مسؤول أميركي إن هوكشتاين، قبل وقت قصير من مغادرته بيروت، اتصل يوم الثلاثاء بالمبعوث السعودي الأمير يزيد، وطلب منه السفر إلى لبنان ومواصلة الضغط على المشرّعين اللبنانيين. ولقد فعل.

وقال مسؤول أميركي في إشارة إلى وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان: "لقد لعب السعوديون دوراً رئيسياً. لقد كان في الأساس جهداً مشتركاً من قبل محمد بن سلمان وإدارة بايدن".

وتحقّق تقدّم رئيسيّ آخر يوم الأربعاء عندما انسحب فرنجية، المرشّح المدعوم من حزب الله، من السباق وأعلن دعمه لعون.

وخلال زيارته للبنان، ترأس هوكشتاين اجتماعاً للجنة مراقبة وقف إطلاق النار بمشاركة ضبّاط عسكريين لبنانيين وإسرائيليين.

وأثناء انعقاد الاجتماع، بدأ الجيش الإسرائيلي بسحب قواته من بلدة الناقورة، حيث اجتمعت لجنة المراقبة، ومن بقية القطاع الغربي لجنوبي لبنان.

كان هذا أمراً أساسياً. الانتخابات الرئاسية لم تكن لتحدث من دونه. حقيقة انسحاب الجيش الإسرائيلي أعطت مصداقية كبيرة للجيش اللبناني ولعون شخصياً. لقد أظهر الجيش اللبناني لكلّ شخص أنه قادر على تقديم المساعدة"، قال مسؤول أميركي.

وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار، يتعيّن على الجيش الإسرائيلي إنهاء انسحابه من جنوبي لبنان بحلول نهاية يناير.

وقال مسؤولون إسرائيليون في الأيام الأخيرة إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إسرائيل كاتس وقيادة الجيش الإسرائيلي لا يريدون سحب القوات بالكامل بل تركها في ثلاثة مواقع رئيسية في جنوبي لبنان.

ويقول المسؤولون الإسرائيليون إنه في حين أن إدارة بايدن تعارض ذلك بشدّة، إلا أنهم يأملون في أن توافق إدارة ترامب على ذلك.

وقال مسؤول أميركي إنّ فوز عون سيخلق المزيد من الضغوط على إسرائيل من الولايات المتحدة ودول غربية وعربية أخرى لإنهاء الانسحاب بحلول الموعد النهائي.

وقال المسؤول الأميركي: "سيبدأ الإسرائيليون في تلقي الرسالة التي يحتاجون إليها للتعامل مع البرنامج. لن يبقوا بأي حال من الأحوال في لبنان".

آخر الأخبار