الأربعاء 15 يناير 2025
14°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 حسن علي كرم
كل الآراء

هجرة أولاد عازر من الكويت إلى العراق

Time
الاثنين 13 يناير 2025
View
120
حسن علي كرم

عبر موقع خاص به يبث فنان، او لنقل اعلاميا عراقيا على "فيسبوك" مقاطع من الاغاني العراقية التراثية القديمة، ثم يعلق على الاغنية تاريخها، ومن المؤدي والملحن وكاتب الاغنية. تعليقاته في الحقيقة مشوقة، خصوصا، كما يبدو انه فنان بطبعه وذويق.

في احدى حلقاته الاخيرة، تحدث عن عائلة عزرا اليهودية، التي كانت تقيم في الكويت ثم تركت الى البصرة، ومنها الى بغداد عاصمة الفن والغناء في اربعينات القرن الماضي. وتحدث الاخ وليد حبوش، وهذا اسمه عن رحلة او هجرة عائلة عازر التي اتت من مدينة شيراز الايرانية الى الكويت، واتخذتها وطناً بديلاً كغالبية القادمين من مناطق وقرى ايران، واخذت العائلة تمارس تجارة الاقمشة حيث اتخذوا دكاناً في سوق الغربللي.

لكن الابناء صالح وداود لم يكن ميلهما للتجارة، انما للفن، لذا تعلما العزف على العود لدى الفنان الكويتي خالد السبحان، تعلم صالح العزف على العود، وداود العزف على الكمان، او الكمنجة كما نقول بالعامية.

كانا يعزفان في الجلسات الغنائية مع فناني الكويت، لكن يبدو ان الحياة لم تكن قد طابت لهم في الكويت فهاجر الاخوان الى البصرة حيث مكثا فترة ثم غادرا الى بغداد، التي كانت عاصمة للفن وتعج بالفنانين والمغنين، رسخا اقدامهما، ونجحا بتقديم لون لحني جديد غير معهود على اذان المستمع والمتذوق العراقي. نجح الثنائي الكويتي بتجديد الاغنية العراقية بالحان وموسيقى متطورة، مثل اغنية "كلبك صخر جلمود ما حن عليَّ"، التي اشتهرت بادائها المطربة اليهودية سليمة مراد، وغيرها من الاعمال.

في الكويت اشتهرا قبل رحيلهما الى العراق باغنية في غاية الجمال، واللحن، وهي "العين هلت دمعها" هذه الاغنية التي كتب كلماتها محمد ابوحسن ولحنها صالح الكويتي(وفق الفنان الكويتي الراحل عبداللطيف الكويتي).

هذه الاغنية رغم قدمها وتصنيفها تراثية، لكن لم يفت فنان كويتي واحد، لا سيما من مغني الصف الاول الا وغناها بدءاً من عبداللطيف الكويتي، وسعود الراشد وغريد الشاطئ، واخرهم فطومة.

عندما زارت المطربة المصرية نرجس شوقي التي كانت تقيم، انذاك، في بغداد وتزوجت بفنان عراقي، اثناء زيارتها الى الكويت في الستينات من القرن الماضي سجلت الاغنية بصوتها، وشوقي من المغنيات اللاتي نجحت في الغناء باللهجة العراقية، واداء الاغنية العراقية بامتياز.

الاخ وليد حبوش خلط الطين بالعجين، اثناء تعريفه عائلة عازر الكويتية، فقال ان عازر ولد في العراق، وهو التباس غير محبوب من مؤرخ حريص على دقة المعلومة، فكيف عازر اليهودي الذي نزح من شيراز الى الكويت، واقام فيها وتاجر، وابناؤه صالح وداود تعلما العزف على العود على يد الكويتي خالد السمحان، وهاجرا الى العراق يكون ابوهما ولد في العراق، بينما هاجرت العائلة من شيراز الى الكويت واقامت فيها وتاجر رب الاسرة بالاقمشة والذهب، مثل كل اليهود الذين سكنوا الكويت؟

معلومات الاخ وليد حبوش مشوشة، وكان عليه الا يتعصب لوطنه العراق مقابل تجاهل الحقائق التاريخية الثابتة، فاليهود عاشوا في الكويت شأنهم شأن بقية المواطنين والمهاجرين اليها، وكانوا يتكسبون في تجارة الاقمشة والذهب، وكان هناك ايضاً نازحون من طائفة "الصبة"(الصابئة) يعملون صاغة ولعلي اذكرهم جيداً، واذكر محالهم بالقرب من "دروازة عبدالرزاق" في شارع دسمان (احمد الجابر حالياً ).

لقد كان خطأ ترحيل اليهود من الكويت، رغم قلة عددهم فاليهود "كسيبة"، ووجودهم مع الاخوة المسيحيين كان يعطي الوجه الحضاري والتسامح الديني الذي وجدت عليه الكويت منذ نشأتها، فالدين لله والايمان في القلب، وليس هناك من يشق قلوب الاخرين حتى يرى دينهم.

صحافي كويتي

آخر الأخبار