مساحة للوقت
المناضل ابواياد، صلاح خلف، وفي كتابه الذي كتبه مع الصحافي الفرنسي أريك رولو، وكان عبارة عن تفريغ مجموعة من المقابلات أجرها ابواياد قبل 46 عاماً، تحت عنوان "فلسطيني بلا هوية"!لقد عادت هذه الرواية، وهذه العبارة اليوم، لتؤكد ان الأشقاء الفلسطينيين، وهم يعلنون توصل حركة "حماس"، والكيان الصهيوني إلى اتفاق وهدنة، وقف الحرب في غزة، بعيداً عن دور بارز لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"عن الاتفاق، فهل صدقت عبارة المناضل صلاح خلف؟
نحن نؤكد أن الانقسام الفلسطيني-الفلسطيني سوف تعززه هذا الهدنة رغم مصالحة بكين عام 2024 بين الفصائل الفلسطينية، لتتأكد لدينا حالة توقيع اتفاق السلام بين "فتح" وتل أبيب التي وقعها ياسر عرفات وشارون واطلق عليها "اتفاقية أسلو" 1993بحضور بيل كلينتون في واشنطن، بأن سياسة "هدنة حماس "هي غير سياسة "اتفاقية فتح"!
من هنا تتأكد مقولة ابو أياد صلاح خلف، ومن هنا نقول إن الاعتراف المغلف بطابع "الهدنة - والسلام" من جانب حركتين فلسطينيتين تأسست كلتاهما على مبدأ الجهاد والنضال المسلح لتحرير فلسطين، التي هى اليوم تتأكد أنها "بلا هوية" من وجهة نظرنا.
وهنا نعود لرأي ابو اياد في مذكراته التي دونت في كتابه "فلسطيني بلا هوية" عندما قال على الفلسطينيين ألا يثقوا بعود الدول العربية!
وفي رأي له آخر أن لا يعارضوا اقامة الدولتين تحت مظلة التعايش والتعاون المشترك، وان مثل لاسرائيل بروتوكولات فللفلسطينيين ايضاً بروتوكول، لإنشاء وطن قومي لهم على ارضهم المحتلة. فهل نحن بانتظار قيام دولة فلسطين المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، أم نحن بانتظار دولة إسرائيل بين دولتين عربيتين على ارض فلسطين الاولى شرقية، وعاصمتها القدس تتبع "ادارة فتحاوية"، وأخرى غربية وعاصمتها غزة تتبع "إدارة حمساوية"،لتتأكد لنا نظرية كتاب أريك رولو"فلسطيني بلا هوية"؟
نحن بانتظار ما ستكشفه لنا الايام، والمواقف، وتطلعات الاخوة الأشقاء الفلسطينيين في مستقبل شعبهم، الذي عانى التشرد والشتات منذ 108 سنوات، اي حين اعلنت بريطانيا "وعد بلفور" المشؤوم حتى تفاهمات هدنة غزة، وعبر كل هذه السنوات والحروب والاتفاقيات، والوعود والقرارات الأممية، كل ذلك نحن باقون ننتظر السلام الدائم والله المستعان، فماذا سيتحقق، فهل سيبقى "الفلسطيني بلا هوية"؟
كاتب كويتي
[email protected]