سلام يبدأ استشارات تشكيل حكومة لبنان وسط مقاطعة "حزب الله" وبري

بيروت، عواصم - وكالات: بدأ رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة القاضي نواف سلام الاستشارات النيابية غير الملزمة لتأليف الحكومة والتي تتواصل يومين في المجلس النيابي وتختتم الليلة، وتهدف تلك الاستشارات للاطلاع على آراء النواب ومطالبهم ومواقفهم من الحكومة الجديدة وتعد الخطوة الأولى لكل رئيس مكلف لينطلق منها إلى المشاورات السياسية التي تجرى عادة خلف الكواليس في مسار تشكيل حكومة جديدة.

والتقى سلام الكتل النيابية أمس، ويلتقي النواب المستقلون اليوم، واستهلّ سلام الاستشارات بلقاء نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب بعد تخلف رئيس مجلس النواب نبيه بري الممتعض عن اللقاء وعدم حضوره في موعده، فيما بات مؤكداً تغيّبه وكتلته النيابية "التنمية والتحرير" وكتلة الوفاء للمقاومة الممثلة لحزب الله عن الاستشارات، وبعد اللقاء، قال بو صعب إن التواصل بين بري وسلام قائم، وأطمئن إلى أن الاتجاه صحيح لحل الأزمة، مشيراً إلى أن هناك ضرورة لتتضح بعض الأمور أكثر وسنعطي فرصة، والرئيس سلام منفتح على كل الفرقاء وعلى التواصل مع الجميع، وليس لديه نيّة بإقصاء أحد، لكن لديه مسؤولية للتغيير مع الحفاظ على التوازن"، فيما قال عضو كتلة "التنمية والتحرير" التي يرأسها بري النائب قاسم هاشم إن كتلتي "التنمية والتحرير" و"الوفاء للمقاومة" لن تشاركا في الاستشارات النيابية غير الملزمة، دون أن يعني ذلك مقاطعة الحكومة والرئيس المكلف نواف سلام، مشيرا إلى أن موقف الكتلتين مبدئي سياسي لتسجيل اعتراض حول خلل ما تم التوافق عليه بشأن التكليف، إلا أن الكتلتين ستعملان مع الأفرقاء على إخراج لبنان من أزماته والوقوف إلى جانب تطلعات اللبنانيين وآمالهم، حسب تعبيره.

وقال هاشم "لن نشارك في الاستشارات النيابية انطلاقاً من موقف سياسي نتخذه بناء على كل التطورات والمجريات التي حصلت في الاستحقاقات السابقة، وهذه استشارات نيابية غير ملزمة، لا بتقدم ولا بتأخر"، إلا أنه أوضح أن مقاطعة كتلتي الثنائي الشيعي للاستشارات النيابية غير المُلزمة وعدم المشاركة فيها لا تعني مقاطعة الحكومة والرئيس المكلف نواف سلام، مؤكدا أن الكتلتين ستعملان مع الأفرقاء على إخراج لبنان من أزماته والوقوف إلى جانب تطلعات وآمال اللبنانيين.

ويأتي ذلك، بعد امتناع كتلتي حزب الله وحركة أمل النيابيتين عن تسمية سلام، انطلاقا مما سمته وسائل إعلام لبنانية بـ"خرق لتوافقات ضمنية بين الثنائي الشيعي ورئيس الجهورية جوزيف عون والأطراف الإقليمية على إعادة تسمية نجيب ميقاتي"، فيما يذكر أنه بعد تشكيل الحكومة يصدر رئيس الجمهورية بالاتفاق مع رئيس مجلس الوزراء مرسوم تشكيل الحكومة.

في غضون ذلك، أكد السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه مار جو أن الزيارة التي يعتزم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون القيام بها إلى لبنان غدا تؤكد عمق العلاقات بين البلدين، مشيرا خلال استقبال الرئيس جوزاف عون له حيث بحثا الترتيبات المتعلقة بالزيارة إلى أن الزيارة الرئاسية الفرنسية تؤكد عمق العلاقات اللبنانية- الفرنسية والاهتمام الذي يبديه الرئيس ماكرون بالوضع في لبنان، وتطرق اللقاء إلى الوضع في الجنوب في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية وعمل لجنة مراقبة وقف اطلاق النار.

من جانبه، أعلن الرئيس اللبناني جوزاف عون أنه يضغط لانسحاب إسرائيل وانتشار الجيش جنوبا، قائلا خلال استقباله نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب إنه "لو كان هناك دولة وجيش في الماضي لما انبرى أحد إلى المقاومة"، معتبرا أن أي اعتداء على أي بقعة في لبنان هو اعتداء على كل لبنان، مشددل على أنه ليس مسموحا أن تحمل فئة واحدة عبء الصراع مع إسرائيل، بل يتشارك جميع اللبنانيين في تحمل عبء هذا الصراع.