ابن زبيبة

عندما يتغلب الفجر الجميل على ظلمة الليل، ويستيقظ العالم ليبدأ يوما جديدا، يدفعني الصبح الجميل إلى سلم بيتي، حيث يستقبلني أهل الحي وجيراني بأصواتهم الجميلة، وكلماتهم اللطيفة. "يُنادونني في السلم يا ابن زبيبة، وعند صدام الخيل يا ابن الأطايب"، هذه هي صيغة تحية أهل حيي، إلى اليوم، أنتظرُ هذا الصوت الذي أعتبره موسيقى تزين دنياي.

في هذه الدنيا، لا يوجد شيءٌ يدفعني الى الحياة سوى محبة أهلي وأهل حيي، لأنهم فرسانُ الإحساس والجمال في حياتي، وإليهم أنا مدين بحياتي، ووجودي. أنا "ابن زبيبة"، لا أعرف من أين أتت هذه الكنية، لكنني أحترمها وأفتخرُ بها، وهي التي تربطني بتاريخ أجدادي وأصولي، فهي عنوانٌ لأصالةٍ وكرامة، وأستمر بها في تقديري لجذوري، وهويتي العربية. ولولا الهوى الذي يسكن قلبي، لما خضعت، أنا وأهل الحي، لوجودنا في هذا العالم، لكن أخذنا الذين ليس لهم مكان بحياتنا، وأمطروا حياتنا بالحقد والحسد، فأنا أعتبر نفسي من الأسود، لا تخضع للصغار ولا الأضعف، ولا خضوع لجبروت القوي.

لكن الحب أقوى من كل ما توقعنا، فبلغوا أمي وأبي، وأهل الحي بمدى حبي لبيتي وعائلتي، وعندما تسألوني عن مدى شكري لأهل الحي، فلن أجد جواباً يليق بهم، فمن خلالهم حصلت على الكثير والكثير. هم من سيتذكرونني في المكان الذي أنا فيه اليوم، وكلما عادت الأحصنة تجول بين المضارب، سيتذكرنون قومي، وسأكون وقتها أسعد إنسان في العالم.

في حياتي، كل يسير يمشي بكمال وسعادة تامة، ولا يوجد غم، أو حزن إلا في لحظات لا أريدها أبداً في حياتي، وهذا بفضل حبي واهتمامي بأهل الحي، وحبهم واهتمامهم بي.

سأظلُ أحفظ جودهم في حياتي، ولن يحسوا بوجودي بينهم، وكلما انتشر السلام والحب في العالم، وتوحد الناس وحبهم للإنسان، ستكون السعادة الكبرى.

في النهاية، سأظل أبن زبيبة، ويظلون هم أهل الحي ينادونني بهذه الكنية الجميلة، وسيكون هذا هو الحب في قلوبنا إلى الأبد. وهذه القصيدة تنطبق على المواطنين ابناء الوافدات في المشكلات، انتم مواطنون متسوون وفي السلم، انتم ابناء وافدات هذا الحقيقة المرة التي نعيشها اليوم.

حفظ الله الوطن من التفرقة العنصرية بين الشعب.

كاتب كويتي