الاثنين 20 يناير 2025
14°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 حسن علي كرم
كل الآراء

ولماذا لا تكون وزارة لشؤون الأديان؟

Time
الأحد 19 يناير 2025
View
30
حسن علي كرم

تغيير مسمى "وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية" الى وزارة "الشؤون الاسلامية" وفق ما نشر عبر الصحافة الالكترونية، هذا يعني قفزاً على التاريخ، ففي السابق تولى المرحوم يوسف الحجي في الثمانينات من القرن الماضي مقاليد وزارة "الاوقاف"، وكان في حينه يتولى رئاسة "جمعية الاصلاح" الصرح العتيد لجماعة "الاخوان".

السيد يوسف ما ان جلس على كرسي الوزارة حتى اصدر قراراً فورياً باضافة "الشؤون الاسلامية" الى وزارة "الاوقاف"، علماً ان دائرة الاوقاف من الدوائر العتيدة في تاريخ الكويت، التي وجدت في اربعينات القرن الماضي، وتولى ادارتها على التوالي الشيخ عبدالله الجابر، ثم الشيخ مبارك الحمد، الى خروجه من العمل الوزاري في الستينات.

الاسلام ليس اول الاديان التي نزلت على البشر، انما اخر الاديان، في محكم اياته وفي الاية 62 من سورة البقرة والاية 17 من سورة الحج نقرأ الاية: "الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون"، اما في سورة الحج الاية 17 حيث نقرأ باضافة المجوس وهم عبدة النار.

الله سبحانه وتعالى الذي نزل الاديان هو ادرى بعباده من البشر، فالله الذي خلق البشر لم يخلقهم لمعاداة الخلافات وليتقاتلوا، انما للتوادد، وان يعيشوا اخوة اسوياء، اما كون هناك خلافات، وعداوات، وقتال، فذلك لا يعني ان يبقى البشر في عداوة الى يوم الحشر.

نحن، واعني البشر، لسنا مخولين ان نأخذ مكان الله لنحكم على الناس من المؤمن ومن ملحد او مشرك، فالله يوم الحساب يفتح الدفاتر ويحاسب الناس.

جملة القول ان وزارة للشؤون الاسلامية، هذا يعني تجاهل الاديان الاخرى، التي تعترف الدولة في وجودها، على ارض الواقع في البلاد، فهناك النصارى (المسيحيون)، وهؤلاء ينقسمون الى طوائف عدة، وهناك الطوائف المسلمة، الشيعة الجعفرية والشيعة البهرة والاباظية، والشيخية وهؤلاء اكبر الطوائف الاسلامية غير المحسوبة على السنة والجماعة.

كما سبق عالياً في العناوين الرسمية دائرة لشؤون الاسلام ودائرة لشؤون الاوقاف.

نحن لسنا خارج الكون، انما جزء مكمل منه، فدعونا نعيش في وحدة انسانية، لذلك فصل الاوقاف عن الشؤون الاسلامية، ثم وزارة للشؤون الاسلامية، الا ترون ان هذا نوع من العنصرية وعدم الاعتراف بالمذاهب والاديان، بغض النظر عن الاعتراف بها، ام لا؟

ليس من شأني ان احكم على الناس من خلال وجوههم، ولا انا مخول بشق قلوبهم، واتأكد اذا كانوا مؤمنين او ملحدين، نحن مهمتنا على الارض السلام لا العداوات، هذا جانب.

من جانب اخر، فالذي يوجد على ارض الواقع في البلاد كنائس ودور عبادة ومساجد وحسينيات، للمسيحيين بطوائفهم وللشيعة ايضاً بطوائفهم، ولعل اقدم كنيسة وجدت في الكويت هي الكنيسة الكالثوكية من 1918، وهذا ابسط مثل بالسماحة الدينية التي جبلت عليها الكويت واهلها.

وزارة للشؤون الاسلامية ماذا ستقدم من خدمات، سوى مركز للاحزاب الدينية، وتجاهلت بقية الاديان والمذاهب، من هنا اتساءل، وهذه للمرة العاشرة: لماذا لا تخصص وزارة لشؤون الاديان، وتخضع جميع دور العبادة بمختلف المذاهب والاديان الى ادارة حكومية واحدة؟

لنكن اخوة في الدنيا، وكل يمارس عقيدته وفقا لاعتقاده، على مبدأ لا اكراه في الدين، فالرب في السماء وفي الارض السلام.

كاتب صحافي

[email protected]

آخر الأخبار