شَديد التَّقْوَى قَويّ الشَّخصيَّة

حوارات

"وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ" (البقرة 197).

يكون الانسان شديد التّقوى لله عز وجل عندما يمتثل لأوامره، ويجتنب نواهيه في السرّ والعلن، ويؤدي حرصه على شدّة التَّقْوَى الى تكوين شخصية قويّة للغاية.

ومن بعض سمات شديد التَّقْوَى، نذكر ما يلي:

-مراقبة الله: يراقب المرء شديد التّقوى ربّه في سرّه وعلنه، فيترسّخ في شخصيته مع مرور الوقت انضباط سلوكيّ وأخلاقيّ ذاتيّ يشحذ هِمَّتَه، وتقوى شخصيته بسبب التزامه قيم ومبادئ دينية أخلاقيّة تؤكّدها مراقبته المستمرة لعلاّم الغيوب، سبحانه وتعالى.

-الوَرَع: يتحقّق ذلك في نفس شديد التّقوى عندما يختار بإرادته الحرّة الابتعاد عن المعاصي، بهدف تحقيق التّقوى في حياته، الخاصة والعامة، وتقوى شخصيته عندما يأنف بها عن الانغماس في الشّبهات.

-شديد التّقوى والوقار: ذو الوقار هو رزين العقل والرّصين، وبعيد النّظر، والمتعقّل في أحكامه وقراراته الشخصية، وشديد التّقوى الأكثر ضبطاً لنفسه، لا سيما عندما يكون في حالة الغضب الشديد.

-صَلاَبَة الموقف الأخلاقيّ: يتّصف شديد التّقوى بصلابة مواقفه الأخلاقيّة تجاه ما يتعرّض له في حياته، فهو لا يأخذ موقفاً شخصياً معيّناً إلاّ بعد أن يُقيِّمه وفقاً لمعايير المنطق الأخلاقيّ الإسلامي.

وهو يعرف الحقّ فيتّبعه، ويعرف الباطل فيجتنبه، ويراقب الله عزّ وجلّ في مواقفه، ولا يراقب أهواء الناس، فبوصلته الأخلاقيّة تشير دائماً الى "الشمال الحقيقي"!

-استباق وتقديم العمل الصالح: يُدرِك من يتّقي الله عزّ وجل أنّ لكل إنسان ما سعى، فيبادر ويستبق تقديم العمل الصالح، ولا يمنع شديد التّقوى أي مانع دنيويّ، ولا يشغله أمر عن استباق ما يدرك أنه سيكون رصيده الأُخْرَوِيّ.

-شديد التّقوى لا يتعصّب: لا يتعصّب من يتّقي الله عزّ شأنه لقبيلة أو عرق أو فئة معينة من الناس على حساب آخرته، ويؤمن تمام الإيمان بما قاله المولى في كتابه الكريم: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير"(الحجرات 13).

كاتب كويتي

@DrAljenfawi