بالمرصاد
وأخيراً…قررت حكومتنا الرشيدة اعادة تسعير الخدمات والرسوم التي تقدمها للقطاع الخاص (المشنص)، ولبعض المواطنين، وعلى مبدأ "ناس وناس"، واذكر انني كتبت مقالة عشية تطبيق قانون دعم العمالة، الذي بالغ في دلال ودعم القطاع الخاص، وارباحه الفلكية السنوية، بعد ان ساهم، بقصد او من دون قصد، في تسديد نسبة لا بأس بها من رواتب موظفيه المواطنين، عندما اقرّ ذلك القانون، الذي اصدره المجلس المعطل، والدليل أن هذا القطاع وضع كادراً جديداً خفّض بموجبه رواتب المواطنين بحجة أنهم يقبضون رواتب مجزية من دعم العمالة.
في الوقت الذي كان فيه هذا القطاع مدللاً أصلاً، وذلك لحصوله على كل ما يلزمه من خدمات، وأراض، وبنى تحتية وغيرها مجاناً من الدولة، ومن دون أن يتحمل أي ضرائب أو رسوم، وإن كانت رمزية، بما في ذلك الرسوم الجمركية، على كل ما يحتاجه من مواد مستوردة، لدرجة انه حتى لو باع هذا القطاع كل، او جزء من نشاطه لمستثمر اجنبي، فإن الجديد سيواصل التمتع بهذه التسهيلات برمتها مجاناً، وكأن البلاد اصبحت بقرة حلوبا، وعلى مبدأ "من صادها عشّى عياله"!
وليس أدلّ على ذلك الّا المبنى الذي كان مخصصاً لما كانت تسمى "شركة الملاحة العربية المتحدة" التي تأسست في منتصف القرن الماضي، ومن خمس دول خليجية، بالاضافة إلى العراق، والتي قامت على انقاض "شركة الملاحة الكويتية" التي ضحت بها البلاد من اجل هذا المشروع الخليجي العاق، شريطة ان تحتضن مقره الرئيسي والى الابد.
الا انه نظراً لسوء ادارة هذا المشروع، وخضوعه لسياسة المحاور، وعدم خضوعه للمتابعة والتدقيق من اي دولة، نظراً لضآلة نسبة مساهمة كل طرف فيه، فقد تم انهياره ابتداءً من هروبه من الكويت إلى دبي عام 2005، وتأجير المقر لآخرين رغم عائديته إلى أملاك الدولة، حتى انتهى الأمر بخسارة هذا المشروع الخليجي وبيعه خردة إلى أكبر منافسيه، آنذاك، وهي شركة "هاباغ لويدز" الألمانية منذ أكثر من عشر سنوات.
وكانت المفاجأة أن هذه الشركة الألمانية لا تزال تتمتع بالاستفادة من إيجارات هذا المبنى العائد لأملاك الدولة!
ورغم الجهود المضنية التي بذلها العبدلله لإصلاح هذا الاعوجاج والوضع الشاذ، مع الهيئة العامة للاستثمار وديوان المحاسبة، وبعض الأعضاء الذين يدّعون النزاهة في المجلس المقبور، بالإضافة إلى العديد من المقالات والتغريدات في كل وسائل التواصل، والتي حاولت بها خلالها الوصول إلى الجهة التي تضع حداً لهذا التسيب، واللامبالاة، اللتين طال أمدهما.
كاتب كويتي