حوارات
"لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا"(البقرة 286).
لا يصحّ وفقاً للمنطق أن يُحمِّل الانسان نفسه ما لا قِبَلَ له به، وما يتجاوز حدّه سينقلب حتماً الى ضدّه.
ومن بعض الأشياء التي لا يجب على العاقل تحمّلها، نذكر ما يلي:
-العلاقات السّامة: لا يوجد عذر منطقيّ يبرّر تحمّل الفرد العاقل العلاقات السّامة، فهذا النوع من العلاقات الاستنزافية تُنهك النفس والجسم، وصاحب الشخصية السميّة شبيه بمصّاص الدماء، يمتصّ طاقات الآخر لمنفعته، ويجدر بالعاقل الإسراع الى طرد كل صاحب شخصية سميّة من حياته، الخاصة والعامة، قبل فوات الأوان.
-تحمّل أخطاء السفهاء: يتحمّل بعض الأفراد بإختيارهم مسؤولية وعواقب أخطاء أشخاص سفهاء، لا سيما بعض أقربائهم بالدمّ، ظنًّا منهم أنهم يمارسون صلة الرّحم، لكن يمتنع الرّزين عن بذل وتبذير حقوقه وأولوياته، وأهدافه وقيمته الأخلاقية، من أجل شخص أحمق طائش، أو شرّير، أو فاسد أخلاقياً.
-التدخّل في شؤون الناس: يمتنع الانسان العاقل عن التدخّل في شؤون الآخرين، حتى لو قاموا بدعوته، ولأي سبب من الأسباب، فالمرء الناضج، نفسياً وفكرياً، في عالم اليوم لن يتوافّر لديه وقت إضافي يقدّمه مجاناً للآخرين، فهو يهتم بنفسه وبتطوير شخصيته، ويهتم فقط بمن يجب عليه الاهتمام بهم.
-إدمان استعمال الـ"سوشيال ميديا": الطوفان المكثّف والمستمر للمعلومات عبر شبكات التواصل الاجتماعي، يدفع العاقل الى فلترة ما يتلقّاه منها، وحيث يمنع هذا النوع من الإدمان المعاصر الفرد من استعمال عقله للتفكير، وربما يتسبب بالتشوّهات المعرفية، ويقود الانسان الى الانفصال عن الواقع.
-الإيثار المُفرط: يتوجّب أخلاقياً أن يحكم الانصاف الإيثار (تقديم مصلحة الآخر على المصلحة الشخصية)، فمن لا ينصف نفسه، ويعطيها حقّها، لن يستطيع تقديم المساعدة للآخرين، ومن يفرِط في إيثاره يضعف تقديره لذاته.
- إنْ لَمْ يَكُنْ وِفَاق فَفِراق: يستلزم على العاقل عدم الانغماس بإرادته في علاقات يشكّ بجدواها، فعنوان الرسالة يدلّ على فحواها، والناس تُخبرك عن أطباعها الأساسية، إذا أنصتّ جيّداً لما يقولون، فلا يُجْبِر المرء الأريب نفسه على تحمّل ما ينفر منه عقله الباطن.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@