بيروت، عواصم - وكالات: بينما تتواصل الخروقات الإسرائيلية مع اقتراب انتهاء مهلة الستين يوماً للانسحاب الإسرائيلي الكامل من جنوب لبنان، المقررة يوم الأحد المقبل، أعلن الرئيس اللبناني الجديد جوزيف عون أمس، أنه تلقّى ضمانات دولية لإرغام إسرائيل على الانسحاب من الجنوب، قائلا إن الضمانات تشدد على أن الانسحاب سيجري ضمن المهلة المحددة، مؤكدا أن بلاده متمسّكة باستكمال الانسحاب الإسرائيلي مما تبقى من الأراضي في الجنوب ضمن المهلة المحددة في الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 27 نوفمبر الماضي.
وخلال لقائه وزيرة الدفاع الإسبانية ماغريتا روبلس، شدد عون على أن عدم التزام إسرائيل بالانسحاب يناقض التعهدات التي قدمت للبنان خلال المفاوضات التي سبقت التوصل للاتفاق، ورأى أن الوجود الإسرائيلي يبقي الوضع متوتراً في القرى الحدودية ويحول دون تثبيت الاستقرار وعودة الأهالي إلى بلداتهم ويعيق عملية إعادة الإعمار، وأوضح أنه أجرى اتصالات عدة لإرغام إسرائيل على الانسحاب، لافتاً إلى أنه لقي تجاوبا من المجتمع الدولي.
على صعيد آخر، دعا الرئيس عون إلى تضافر الجهود لصالح المصلحة العامة، مشدّداً على أهمية تشكيل حكومة تكون على قدر تطلعات الشعب اللبناني، قائلا خلال استقباله عددا من رؤساء الطوائف المسيحية إن لبنان يكبر بجميع ابنائه لأي طائفة انتموا، وشدّد على أهمية تشكيل حكومة تكون على قدر تطلعات الشعب اللبناني لتتمكن من الإنتاج، وتمكين البلد من النهوض مجدداً لا سيما اقتصاديا ليعود إلى السير على الطريق الصحيح، قائلا "إننا على مفترق طرق، صحيح إن أمامنا فرصا كثيرة الا انه علينا نحن ان نختار بين استغلالها او خسارتها، علينا أن نكون يدا واحدة لاعادة بناء البلد"، مضيفا "تلقينا إشارات إيجابية كثيرة كما تلقينا دعوات من الخارج، وعلينا في المقابل أن نرسل إشارات إيجابية أيضا"، معتبرا تشكيل الحكومة في أسرع وقت يعطي إشارة إيجابية للخارج بأن لبنان بات على السكة الصحيحة.
وهنأ الرئيس عون الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، معتبرا وجوده في البيت الأبيض سيعطي للعلاقات اللبنانية الأميركية دفعة إضافية ويعكس ارادة متبادلة بتعزيز العلاقات بين البلدين وتطويرها في المجالات كافة، لاسيما لجهة وقوفه إلى جانب لبنان واستمرار مساعدته في مسيرة تثبيت استقراره وبسط سيادته واعادة النهوض بعد الظروف الصعبة التي مر بها في المرحلة الماضية، منوها بالدور الاميركي البارز في الجهود الدولية التي أدت الى التوصل لاتفاق ايقاف اطلاق النار بين لبنان وقوات الاحتلال الاسرائيلي، معربا عن تطلعه الى مزيد من التعاون لما فيه خير لبنان والولايات المتحدة.
في غضون ذلك، وبينما كشفت مصادر أمنية ألا حديث جدّياً حتى الآن عن تمديد مهلة الستين يوماً، مضيفة أن كل ما أشيع يبقى في إطار المعلومات الصحافية المتداولة، قائلة إن الجيش اللبناني بدأ بالانتشار في القطاع الشرقي بعدما أنهى انتشاره في القطاع الغربي، تواصلت الخروقات الإسرائيلية، حيث تسللت قوة مشاة إسرائيلية من بلدة مارون الراس في اتجاه أطراف بنت جبيل لجهة حي المسلخ في الجنوب اللبناني، وعملت على تفجير بوابات عدد من المنازل في منطقة التوغل وسط إطلاق نار متقطع في المكان، كما قامت الجرافات التابعة لها بتجريف الطرقات التي تربط الأحياء الداخلية في بلدة مارون الراس، وقامت قوة إسرائيلية أخرى توغلت في بلدة عدشيت القصير.