الأربعاء 22 يناير 2025
17°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
بن طلال: 21 مليار دولار لتمويل مشاريع المياه في غرب آسيا
play icon
السعد مستقبلاً الأمير الحسن بن طلال وعثمان ديون
الاقتصادية

بن طلال: 21 مليار دولار لتمويل مشاريع المياه في غرب آسيا

Time
الثلاثاء 21 يناير 2025
View
50
إيناس عوض
في كلمة افتتاحية لمنتدى تمويل تطوير المياه: واحد بالمئة مما أنفقناه على الحروب يكفي لتعزيز مواردنا
80% من المياه المالحة في المنطقة تبقى وتهدر بدون إعادة معالجة
دعوة لإطلاق مبادرة "زرقاء خضراء"... والأولوية لمشاريع الاستدامة

ايناس عوض

قال الامير الحسن بن طلال إن العديد من دول المنطقة اتخذت خيار التطبيع لتحقيق السلام، مشددا على ضرورة التزام الحكومات بتحقيق مفهوم الحياة العادلة والكرامة الإنسانية للشعوب من منظور إدارة الموارد وتطويرها لتحقيق الاكتفاء ضمن النظام الايكولوجي المتكامل الذي يشمل الطاقة والماء والغذاء.

بن طلال وفي كلمة افتتاحية كمتحدث رئيسي في منتدى تمويل تطوير المياه لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي ينظمه الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي بالتعاون مع البنك الدولي في مقر المنظمات العربية، بحضور وزراء المياه في المنطقة ورؤساء المؤسسات الأعضاء في مجموعة التنسيق العربية ACG وخبراء مجموعة البنك الدولي وقادة قطاع المياه، قال إن الأموال التي انفقت على الجيوش والحروب والمطارات في المنطقة تصل إلى تريليونات الدولارات، مؤكدا ان إنفاق اقل من واحد في المئة من تلك الأموال كان من الممكن ان يعزز موارد المياه في المنطقة خصوصا فيما يتعلق باكتشافات المياه الجوفية، حيث اثبتت الدراسات والأبحاث أن المياه الجوفية في الصومال تعادل نسبة المياه في استراليا.

وأشار إلى أن تمويل وتطوير موارد المياه ومشاريع الصرف الصحي في منطقة دول غرب اسيا تحتاج إلى حوالي 21 مليار دولار، موضحا أن نسبة التسرب وفقدان المياه في المنطقة تتراوح من 20 الى 50% من إجمالي المياه في المنطقة.

بن طلال: 21 مليار دولار لتمويل مشاريع المياه في غرب آسيا
play icon
الأمير الحسن بن طلال متوسطاً بدر السعد وعثمان ديون

تراجع الناتج المحلي

وأوضح أنه في عام 2050 من المتوقع أن يؤدي التراجع بموارد المياه في المنطقة إلى تراجع في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة من 6 إلى 14% وهو ما لايتوافق مع متطلبات التنمية، فضلا عن 80% من المياه المالحة في المنطقة تبقى وتهدر بدون إعادة معالجة.

وأشار إلى وجود العديد من العوامل التي تنعكس سلبا على مشاريع تنمية موارد المياه منها الانقسام الجيولوجي والواقع السياسي والصراعات المستمرة في مناطق مختلفة مثل الصراع بين روسيا وأوكرانيا واسرائيل وفلسطين وإثيوبيا والسودان وكينيا واوغندا وغيرها، مشيرا إلى أن تراجع الكتلة الجليدية في منطقة الدول الاسكندنافية ستسهم في فتح مسارات للشحن والتبادل التجاري بين دول المنطقة ومن الشرق إلى الغرب.

وأكد الأمير الحسن على ضرورة تحقيق التكامل التنموي الحقيقي في المنطقة لتعزيز الموارد المائية، مشيرا إلى أن غالبية المشاريع في هذا المجال غائبة ولا يتم تفعيلها، بسبب عدم وجود صوت حقيقي من مناطق دول الشرق الأوسط إلى العالم، مشددا على أهمية الأثر الاجتماعي والاقتصادي في مشاريع التنمية المتعلقة بالمياه لاسيما أن هناك 300 مليون شخص مستفيد من المياه في منطقة بلاد الشام الكبرى التي تشمل العراق والأردن وسوريا ولبنان وايران وتركيا.

مختتماً بالدعوة إلى إطلاق مبادرة "زرقاء خضراء" والتي تضع مشاريع المياه كأولوية لإدارة الموارد الطبيعية لتحقيق الكرامة الإنسانية والاستدامة البيئية.

تغير المناخ

بدوره، قال المدير العام للصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي بدر السعد إن الامن المائي في المنطقة يشكل أكثر التحديات الحاحاً لتحقيق التنمية المستدامة، مشيرا الى أن المنطقة واحدة من أكثر المناطق ندرة في المياه في العالم، حيث تمتلك أقل من1% من موارد المياه العذبة المتجددة العالمية بينما تضم أكثر من 6% من سكان العالم.

واضاف" يؤدي تغير المناخ والنمو السكاني والتوسع الحضري إلى تفاقم الضغوط على مواردنا المائية فبحلول عام 2050، قد ينخفض توافر المياه بنسبة 20%، في حين قد يزيد الطلب بنسبة 50% وتواجه الزراعة، تستهلك 85% من مياهنا، مخاطر متزايدة، وتكافح المدن بالفعل مع نقص المياه".

واعتبر السعد أن الابتكار يساهم في توفير معالجة لكل التحديات لتعويض النقص بموارد المياه، حيث يمكن الاعتماد على عنصر الابتكار في تحلية المياه وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي، فضلا عن أهميته في تحلية المياه بفعالية وتقليل التكلفة وزيادة الاستدامة البيئية، لافتاً الى أن العديد من المرافق المائية لديها تعريفات منخفضة، وإعانات دعم مرتفعة، ونفقات تشغيلية متزايدة، مما يجعل الاستدامة المالية أولوية رئيسية في معالجة قضايا المياه.

وأكد على أن المنتدى يشكل منصة لاستكشاف الحلول - من الشراكات بين القطاعين العام والخاص والسندات الخضراء إلى دمج تمويل المناخ والاستفادة من أدوات مثل أسواق الكربون وصندوق المناخ الأخضر، ولافتاً الى ان احد أهداف المنتدى الأساسية المتمثل في إنشاء دورة من الاستثمار ومنتجات المعرفة والبيانات القائمة على الاستدامة والوصول العادل إلى المياه. واوضح السعد أن الأمن المائي لا يتعلق بالموارد فحسب، بل بالتنمية الاقتصادية والاستقرار الاجتماعي والكرامة الإنسانية. يجب أن تكون حلولنا شاملة تضمن عدم تخلف أحد عن الركب.

من جهته، قال نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عثمان ديون نحن هنا اليوم لأن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تقف عند مفترق طرق. فهي المنطقة الأكثر ندرة بالمياه في العالم، حيث أصبحت حالات الجفاف والتصحر أكثر تواتراً وشدّة، مشيرا الى تغير المناخ يؤدي إلى تفاقم هذه الضغوط، مما يفرض مخاطر وجودية قد تجعل أجزاء من هذه المنطقة غير صالحة للعيش.

وتابع أن تاريخ منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يذكرنا بأن الندرة لم تحدد مصيرها قط، بل انها حولت التحديات إلى فرص من خلال الإبداع لقرون من الزمان. وتظل أنظمة الري الجوفية القديمة ــ سواء الخطارة في المغرب، أو الفقارة في الجزائر، أو الفلج في عُمان ــ رموزاً خالدة للإبداع. واليوم، تواصل القوة التحويلية لتكنولوجيا تحلية المياه، بقيادة دول مجلس التعاون الخليجي، هذا التقليد الفخور من الإبداع.

وأشار الى أن الإبداع وحده لا يكفي لمعالجة الندرة في المياه، حيث أصبح تغير المناخ قوة مضاعفة، مما أدى إلى تعطيل موارد المياه بطرق بدأنا للتو في فهمها.

آخر الأخبار