الأربعاء 22 يناير 2025
14°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كفى كذباً وخيانات يا 'جهاد' و'حماس'
play icon
الافتتاحية

كفى كذباً وخيانات يا "جهاد" و"حماس"

Time
الثلاثاء 21 يناير 2025
View
9010
أحمد الجارالله

"كفى بالمرء خيانة أن يكون أميناً للخونة"، هذا المثل ينطبق على بعض العرب، خصوصاً من ينكر من وقف إلى جانبه، ويشكر من غرر به واستخدمه في مخططه، وانصاع له، بل أعرض عن الأشقاء الذين كافحوا طوال أكثر من عام من أجل وقف الحرب، ليس في غزة فقط، بل أيضاً في لبنان، وبدلاً من الاعتراف بالجميل، أقله في بيان من قادة تلك الميليشيات، عمل هؤلاء على شكر إيران!

لا نتعجب ممن اعتاد على نكران المعروف، لأنه أساساً أغمض عيونه عن رؤية الحقيقة، ففي طهران اُغتيل اسماعيل هنية، ولم تحرك ساكناً، بل اكتفت بالبيانات والتصريحات الجوفاء، كما أنها أنكرت معرفتها بعملية "طوفان الأقصى" التي حرّضت عليها في السابع من أكتوبر عام 2023.

رغم ذلك حين أُعلنت الهدنة في القطاع سارع بعض قادة الفصائل إلى شكرها، وشكر حزبها في لبنان، فيما تناسوا أن الدعم الحقيقي لهم كان يأتي من دول الخليج العربية، والجسور الجوية منذ انقلاب "حماس" على السلطة في رام الله، 2007، وفي كل الحروب التي شهدها القطاع، كانت الكويت والسعودية، والإمارات، وغيرها من دول الخليج، هي من تحملت وزر العمل الديبلوماسي، والإغاثي، من أجل وقف تلك الحروب، والمسارعة إلى بناء ما دُمر.

فهناك الكثير من المدن والأحياء التي بنتها تلك الدول في قطاع غزة، ولم تحظ بأي شكر من قادة الفصائل المهيمنة على السلطة في تلك البقعة المنكوبة، بل بدلاً من ذلك كان التحريض على أشده، ومن على منابر المساجد.

لهذا ليس مستغرباً أن يبصق قادة "حماس" وغيرها، ممن يعتاشون على الفتات الإيراني، بالصحن، ويضربوا اليد الممدودة إلى شعبهم، لأنهم في الأصل هم منفصلون عنه، ويعيشون في أبراج نكران العروبة.

لهذا هم لم يروا 1280 شاحنة كويتية محملة بالمساعدات، وكذلك 1200 شاحنة سعودية، وألفاً من مصر، وكذلك 650 شاحنة إماراتية، فيما إيران التي أغدقوا عليها الشكر، لم ترسل لهم حبة دواء، ولا كيس طحين، ولم تسعف جريحاً، بينما هذه الدول طببت الكثير من الجرحى، وشيدت مستشفيات ميدانية في معظم مناطق القطاع.

بعد كل ما جرى خلال 471 يوماً، أثبتت "حماس" و"الجهاد" أنهما ليستا أهلاً لحكم هذا القطاع الذي يعيش فيه نحو 2.5 مليون فلسطيني في ظروف صعبة للغاية، وأيضاً فيه ممارسات تعسفية من تلك الفصائل، التي تعمل في سبيل تحقيق الأجندة الإيرانية، وليس همها إطلاقاً الوصول الى الحقوق المشروعة لشعبها.

هؤلاء لم يعرفوا كيف ينقذون بلدهم، إنما أمعنوا بالتورط مع الإيراني، الذي دمر سورية، وارتكب فيها الفظائع، وكذلك لبنان بعد أن بث فيه الفتنة المذهبية، واستخدم غزة لتحقيق مكاسب لرفع العقوبات والحصار عن إيران.

اليوم، ومع دخول ترامب الى البيت الأبيض، بات قادة النظام الإيراني يدركون أكثر أن الوقت ينفد، وليس لهم إلا الخضوع، ما يعني أن من راهن عليهم يجب أن يعيد النظر في تحالفاته، وألا يبني قصوراً من رمال على شاطئ بحر غزة، لأن أمواج التطورات سرعان ما تهدمها.

لذا، بات من الضروري أن يخرج هؤلاء من السلطة، ويعملوا على إنقاذ شعبهم من المغامرات العبثية، فقد آن للشعب الفلسطيني أن يعيش في ظروف أفضل، وأن تكون له سلطة وطنية معترف بها دولياً، تفرض على إسرائيل القبول بالدولة التي أعلنت نحو 135 دولة الاعتراف بها، فيما العالم الى اليوم ينتظر أن يكون هناك محاور فلسطيني يدرك كيف يفرض شروطه على العدو، وليس من ينكل بشعبه، ويجلب عليه القتل والدمار والخراب، وبالتالي يشكر إيران على المذبحة التي تسببت بها.

  • أحمد الجارالله
آخر الأخبار