قصص إسلامية
"بيجو" ليست ماركة سيارات فرنسية فقط، بل هي أكبر من هذا، انها تمجيد للمجرمين، وتنصيبهم قادة وعظماء.
توماس روبير بيجو الإرهابي، مارشال فرنسي مجرم، وقاتل، ومغتصب أرض وعرض مسلمين.
هذا المجرم وبسبب قوة الإعلام الغربي اختفى اسمه من مناهج تعليمنا، الإسلامية والعربية، حتى لم نعد نتعرف على عدونا، فقط عرفنا السيارة وماركتها "بيجو"، لقد وجب علينا أن نعرف تاريخنا، وتاريخ من أجرم بحقنا.
هذا المجرم الفرنسي اسمه توماس روبير بيجو أوفد عام 1836 على رأس حملة إلى الجزائر، وحقق بعض الانتصارات بصعوبة، ووقّع في 30 مايو 1837 مع الزعيم الجزائري الأمير عبد القادر، "معاهدة تفنة" عند نهر تفنة في الجزائر، وفيها قدّم بيجو تنازلات، واعترف بسيادة الأمير على ثلثي الجزائر، لكن سرعان ما نقضت هذه المعاهدة واستؤنفت المعارك بعد هدنة قصيرة لم تتجاوز السنتين وسُمِّي بيجو عام 1840 حاكماً عاماً على الجزائر، واتبع سياسة الشدة لقمع المقاومة الجزائرية، واستكمال احتلال البلاد.
آمن بيجو بضرورة توطيد الاستعمار الفرنسي في الجزائر، وترسيخ الاندماج من خلال القضاء على مقومات المجتمع الجزائري، بإحلال المقومات الفرنسية، ولتطبيق المفاهيم أصدر قوانين قمعية عدة جائرة منها قانون مصادرة أراضي وأملاك الثوار، وإجبارية عقد الأسواق للتبادل التجاري بين الجزائريين والأوروبيين.
كذلك انتهج أسلوب حشد الجزائريين في المحتشدات، وتجميعهم ومحاصرتهم لمنعهم عن مد أي نوع من المساعدة للثوار، وعمد تجريد القبائل من محاصيلها الزراعية وأملاكها.
وأصدر أوامره بإباحة الحرائق، وإتلاف الأرزاق، وطرد ونفي قادة الرأي، والمشتبه فيهم، خارج حدود الجزائر، مع ارتكاب المجازر الفظيعة، وتسليط العقوبات الجماعية، بما في ذلك التغريم الجماعي.
اتبع بيجو سياسة دموية لإخضاع الجزائر في ما سوف يسميه المؤرخون "المدخنة"( enfumades) حيث اقدم الجنرال بيجو على خنق الناس بالدخان في كهوف.
في مايو 2011 أي بعد 166 عاماً بعد المدخنة اكتشف باحثون جزائريون بقايا عظام بشرية، وأقمشة نسائية في مغارة في بلدية "نقمارية" دائرة "عشعاشة" 80 كيلومتراً شرقي عاصمة الولاية مستغانم في منطقة "الفراشيح".
يرجح الباحثون أن الاكتشاف هو لقبيلة "أولاد رياح" التي أبيدت عن بكرة أبيها في 19 يونيو 1845، وهي إحدى الطرق البشعة المستعملة في ما سمي بـ"تهدئة الجزائر".
هلك هذا المجرم في باريس بمرض الكوليرا، وتعفنت جثته لأيام في مزرعته حيث كان يعيش فيها وحيداً حتى هجمت الكلاب الضالة على بيته ونهشت جثته، ولم يبق منها إلا قليل، ودفن في باريس في 10 يونيو عام 1849.
لقب "قديس" لقاء ما قتل وحرق واغتصب من المسلمين والمسلمات في الجزائر والمغرب، وصنعوا منه بطلاً، وهو مجرم عاش مجرماً، ومات منهوشاً من الكلاب، والدود، والعفن.
علموا أولادكم قصة هذا المجرم، فالمسألة ليست ماركة سيارات فرنسية، بل هي أكبر من هذا "تمجيد المجرمين وتنصيبهم قادة عظماء".
إمام وخطيب
[email protected]