رسالة إلى سيادة الرئيس الأميركي ترامب

شفافيات

سيادة رئيس الولايات المتحدة الاميركية المحترم. تحية طيبة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاهدت وباهتمام بالغ مراسيم تنصيب سيادتكم، التي حضرها لفيف من رؤساء الولايات المتحدة الاميركية، وكنت بينهم نجما لامعا ذا شخصية شجاعة للغاية، وفي نظراتك قوة وعزيمة ولا تشابه أحدا من تلك الشخصيات.

وقد غاب عن الحفل العديد من الرؤساء السابقين، وآخرهم الرئيس كارتر الذي توفي منذ ايام، وكنا نود ان تذكروه بخير في كلمتكم.

سيادة الرئيس المحترم، لقد كشفت وعلى عجالة اعظم توجهاتك في قيادة الدولة الاميركية العظيمة، وكان ابرزها أنك ستسعى الى جعلها اكبر قوة عسكرية في العالم.

وفي توجهاتك القريبة شاركت في احلال السلام في الشرق الاوسط، بايقاف اطلاق النار بين "حماس" في غزة وما يسمونه اسرائيل؛ وكان هذا تفاؤل بأن القوة الكبرى التي تسعى الى تكوينها في الجيش الاميركي ستكون قوة عظمى؛ قوة رادعة للظلم مانعة للحروب، محققة للسلام العالمي والتوازن في كل الشؤون.

والعالم يا سيادة الرئيس بحاجة الى وجود قوة كبرى، مثل قوة الجيش الاميركي، لتحرس السلام العالمي، وتحميه من العدوانية والشر.

اتجهت سيادة الرئيس الى زيادة قوة الجيش الاميركي، التي تكلف مليارات الدولارات، في الوقت الذي لا تزال تشتعل فيه حرائق كاليفورنيا ولوس انجليس المؤلمة؛ وهي حرائق راح ضحيتها العديد من ابناء الشعب الاميركي الطيب؛ وستكون كلفة اعادة اعمار المناطق المتضررة مئات المليارات من الدولارات في اعمار كاليفورنيا وضواحيها.

لا شك ان ذلك مقدم على الانفاق على تسليح الجيش الاميركي؛ كما أن هناك آفات عظيمة تريد ان تفتك بالمجتمع الاميركي، وكل المجتمعات البشرية، وتعاني منها الولايات المتحدة الاميركية شيئاً كبيراً؛ الا وهي آفة المخدرات، وحرب عصابات المخدرات؛ وقد بتنا ليالي عدة في أحد فنادق لوس انجليس قبل سنوات عدة لم نستطع النوم فيها بسبب اصوات اطلاق النار بين الشرطة في الولاية وعصابات المخدرات، واستخدمت فيها طائرات الهليوكوبتر؛ ولا شك ان لحرب عصابات "مافيا" المخدرات اهمية عظمى في أجندة نهوضك بالولايات المتحدة الاميركية؛ وحرب هذه العصابات ستكلف ميزانية الدولة مليارات الدولارات.

كذلك الحرب على الامراض الفتاكة، وبحوثها، والشأن العلمي والصحي في هذا المجال لن تقل تكلفته عن مليارات الدولارات؛ وكذلك مشاريع الفضاء، والسباق نحو السيادة والريادة فيه، من اهم تطلعات الولايات المتحدة.

كذلك الحرب على التراجع العلمي، والقضاء على الامية في الولايات المتحدة والعالم، من اهم اهتمامات المجتمع العلمي الاميركي.

وليس هذا كل ما يهم سيادتكم في اجندة سنوات حكمكم، التي بدأت اليوم، فهناك العلاقات الدولية مع المعسكرات الدولية الاخرى، مثل الصين وكوريا وروسيا؛ وهي معسكرات لها ايديولوجيتها وتوجهاتها السياسية العالمية المختلفة، التي تسعى الولايات المتحدة لخلق ارضيات ومناخ للتفاهم معها، تجنبا للحروب واحقاقا للسلام الدولي، فنرجو لكم التوفيق والسلام والعدل، واحقاق الحقوق والحرية... وللحديث بقية إن شاء الله.

كاتب كويتي