الأربعاء 16 يوليو 2025
40°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
فطنة المغيرة أنقذته... وفضل الله رزق الضرير
play icon
الأخيرة

فطنة المغيرة أنقذته... وفضل الله رزق الضرير

Time
الأربعاء 22 يناير 2025
View
7410
أحمد الجارالله
حديث الأفق
  • طَالِب فضل الملك باع السمكة لمن طلب الرزق من المولى
  • جمعوا مئة ألف دينار وزعموا أن الوالي سرقها
  • اعترف بسرقة مئتي ألف واتهم الشيخ بسرقة الباقي
  • دافعي لمد يدي إلى بيت المال كثرة عيالي
  • هذا الرجل يكذب فأردت أن أخزيه فأخزاه الله
  • أمر بوضع عشر ذهبيات في جوف سمكة مشوية

حين يعمُّ الفساد تصبح المكائد أسهل الطرق للتخلص من المسؤولين الذين يعملون بنزاهة على مكافحة الفاسدين، لذلك يعمد البعض إلى اتهامهم بما ليس فيهم، كي يشوهوا سمعتهم أمام القادة، أو الرؤساء، خصوصاً اذا كان الفاسدون من عليّة القوم، فهؤلاء لا يوفرون مناسبة إلا ويدوسون على المسؤولين الذين لا يخافون بالله لومة لائم.

في الأسطر التالية، قصة أحد دهاة العرب الذي أراد البعض أن يكيدوا له كي يتخلصوا منه، وقصة أخرى عمن أراد نيل رضى أحد الملوك، وطلب منه مالاً، فيما الآخر لم يطلب شيئاً لأنه اتكل على الله في رزقه، وكيف كانت النهاية مع كل منهما:

كان المغيرة بن شعبة أحد دهات العرب، وعُرف عنه سرعة جوابه، وفطنة بديهته.

في زمن الخليفة عمر بن الخطاب ولي المغيرة على إمارة البحرين، وكان شديداً على أهلها، فاشتكاه أهلها إلى الخليفة فعزله، لكنهم خافوا أن يعيده إليهم لأنه كان يحبه ويحترمه. ففكروا في مكيدة ومؤامرة، حتى لا يعود إليهم أبدا، فجمعوا مئة ألف دينار، وكلّفوا شيخهم الذهاب إلى الخليفة.

دخل الشيخ على عمر، وكان المغيرة حاضراً، فتحدث الشيخ قائلاً: "يا أمير المؤمنين جئت إليك من البحرين وأهلها يقرأونك السلام، ومعي مئة ألف دينار كان قد سرقها المغيرة من بيت مال المسلمين، وقد وضعها عندي، وأنا أقدمها لك، وأنا شاهد على ذلك".

نظر عمر إلى المغيرة وقال له: "ما قولك"؟

فأجاب: "إنه لكاذب، فقد سرقت مئتي ألف دينار، وليس مئة ألف، وما جاء إلا بنصف المبلغ، وقد سرق الباقي".

قال عمر: "وما حملك على ذلك"؟

فقال المغيرة: "كثرة عيالي، وضيق ذات اليد، فاحتجت إلى هذا المبلغ، وأنا أقر أمامك بسرقة مئتي ألف دينار".

فأخذ الرجل يقوم ويسقط من هول المفاجأة، فقال: "والله لم يعطني أي دينار أو درهم، وهذا المال جمعه أهل البحرين للكيد بالمغيرة حتى لا يعود إليهم".

نظر عمر إلى المغيرة وقال: "له كيف فعلت ذلك"؟

أجاب: "إن هذا الرجل يتهمني بالسرقة، وهو يكذب فأردت أن أخزيه، فأخزاه الله".

الملك والضريران

تنكر الملك وغادر قصره لتفقد أحوال الناس، وأثناء مسيره لمح ضريرين جالسين يتهامسان، اقترب منهما، فسمع الأول يسأل الثاني: "إذا رأيت الملك ماذا ستطلب منه"؟

رد الثاني: "لا شيء"، فقال الآخر: "كما تشاء، أما أنا فسأطلب الرزق من فضله".

رد الثاني: "وأنا سأطلبه من فضل الله وحده".

عاد الملك بعدها إلى قصره، وقرر مكافأة من طلب فضل الله بذهبيتين، وأمر بوضع عشر ذهبيات في جوف سمكة مشوية وإرسالها لمن طلب فضله.

مرت أيام عدة، وعاد الملك متخفياً إلى مجلس الضريرين، فاقترب من الأول متسائلا: "أما أغناك فضلنا"؟

فأجاب الضرير: "فضلكم، وما هو"؟

فقال الملك السمكة المشوية، فقال الضرير بعتها لصاحبي هذا الضرير الذي الى جانبي مقابل ذهبيتين، وصلتاه من الملك".

هنا ابتسم الملك، وقال في خلده: "طلب من فضلنا فحرمه الله، وذلك طلب من فضل الله فأعطاه، وأغناه".

نكشات

  • الرجال الذين نعجب بهم هم الذين سلاحهم العقل وليس اللسان
  • يقول الحكماء: املك من الدنيا ما شئت، لكنك ستخرج منها كما جئت. هذا الكلام نقوله لمن يجري جري الوحوش وغير رزقه ما يحوش
  • يا بلدية نعاني من إصدار شهادة الأوصاف، التي تحتاجها البنوك مع كل عملية إقراض، ويحتاجها كل بائع عقار... إن الدورة المستندية في بلادنا أسوأ الدورات
  • لا نريد مظاليم يرفعون أكفهم لرافع السماء وباسط الأرض يطلبون الانتقام ممن ظلمهم... الشواهد كثيرة لمن عُوقب
آخر الأخبار