أفراد من عائلة أبو الزمر يرفعون أنقاض منزلهم المدمر في رفح لإعادة تأهيله بعد أيام من دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حماس" حيز التنفيذ (أب)
فريق ترامب يسعى لتثبيتها وتأمين الانتقال للمرحلة الثانية... ومصر وقطر: نعمل للمحافظة على مكتسباتها
غزة، القاهرة، عواصم - وكالات: فيما برزت الخلافات بشأن محور فيلادليفيا الذي تتعنت إسرائيل بشأنه لتهدد هدنة غزة، غادر رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" دافيد برنياع ورئيس "الشاباك" رونين بار، القاهرة، بعد اجتماعهما مع قيادات الاستخبارات المصرية، لمناقشة المرحلة الثانية من صفقة الأسرى، بينما قالت مصادر إن المحادثات كانت مكثفة وحاسمة وتركزت على انسحاب إسرائيل من محور فيلادلفيا وإدارة وقف إطلاق النار بغزة، مضيفة أن المناقشات بحثت تسوية القضايا الأمنية والإشرافية على معبر رفح، فيما جرى تأجيل بعض النقاط الخلافية التي مازالت محل تعنت من جانب إسرائيل ورفض تام من جانب مصر.
وبينما نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما تردد في وسائل الإعلام العبرية حول حدوث تحول كبير في المفاوضات مع مصر حول القضايا العالقة، مشددًا على عدم صحة ما تم تداوله بشأن تحسن كبير في المفاوضات، نفى المكتب محاولات السلطة الفلسطينية خلق انطباع بأنها تسيطر على معبر رفح، قائلا إنه وبموجب الاتفاق، فإن قوات الجيش الإسرائيلي تحاصر المعبر ولا يجوز لأحد المرور عبره دون مراقبة وإشراف وموافقة مسبقة من الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام "الشاباك"، مضيفا أن الإدارة الفنية داخل المعبر تتم من قبل فلسطينيين من غزة ليسوا من "حماس"، يخضعون لفحص "الشاباك" وكانوا يديرون الخدمات المدنية في القطاع، مثل الكهرباء والمياه والصرف الصحي منذ بداية الحرب، موضحا أن التدخل العملي الوحيد للسلطة الفلسطينية هو الختم على جوازات السفر، والذي يعتبر وفقاً للترتيب الدولي القائم، الختم الوحيد الذي يسمح للغزيين بمغادرة القطاع للدخول أو الاستيعاب في بلدان أخرى.
في غضون ذلك، كشف مسؤولو إدارة ترامب ومستشارو الحزب الجمهوري الذين عملوا مع الفريق الانتقالي للرئيس السابق جو بايدن حول ملف غزة، أنهم يعملون بجد على المرحلة التالية، لكنهم أقروا بأنهم يواجهون طريقًا صعبًا، وقال أحد المسؤولين إن "ما تركه لنا بايدن هو نهاية البداية، وليس بداية النهاية"، ونقلت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية عن مسؤولين القول إن مستشار الأمن القومي مايك والتز ووزير الخارجية الجديد ماركو روبيو سيبدأان العمل في القضية على الفور، بينما بين العقد التي يتعين على فريق ترامب معالجتها، كيفية تحويل وقف إطلاق النار الأولي لمدة ستة أسابيع إلى وقف أكثر ديمومة، إذا توفرت الظروف، وتأمين إطلاق سراح نحو 60 أسيراً إسرائيلياً وأجنبياً لم توافق "حماس" على إطلاق سراحهم بعد، ناهيك عن العوامل الأخرى التي يمكن أن تقوض عملية السلام المحتملة، من ضمنها تخفيف التوترات المستمرة في لبنان بين إسرائيل و"حزب الله" فضلا عن الأوضاع المتفجرة في الضفة الغربية المحتلة.
من جانبهما، أكدت مصر وقطر مواصلة التنسيق والعمل بالشراكة مع الولايات المتحدة الأميركية من أجل المحافظة على مكتسبات الاتفاق الذي بدأ سريانه 19 يناير الجاري، حيث قال مجلس الوزراء المصري إن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن شددا خلال لقائهما على هامش الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، على ضرورة تنفيذ مراحل اتفاق إيقاف إطلاق النار المختلفة لتحقيق التهدئة والبدء بجهود إعادة الإعمار ونفاذ المساعدات الإنسانية إلى أهالي القطاع، وبحثا جهود البناء على النقلة النوعية التي تشهدها العلاقات الثنائية بين مصر وقطر خلال الآونة الأخيرة من أجل تعزيز علاقات التعاون الثنائي المشترك في مختلف المجالات وخاصة التعاون الاقتصادي انطلاقا من العلاقات التاريخية العميقة التي تربط البلدين.