الاثنين 27 يناير 2025
18°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 حسن علي كرم
كل الآراء

نوال الكويتية هل تغيب عن حفلات فبراير؟

Time
السبت 25 يناير 2025
View
370
حسن علي كرم

اخيراً، وبالتزامن مع مهرجان التسوق السنوي، اعلنت اللجنة المنظمة وبالتعاون مع وزارة الاعلام، وتلفزيون الكويت، تنظيم سبع حفلات غنائية، وكالعادة ومنذ سنوات، تبقى الحفلات محتكرة على شركة فنية غير كويتية تفرض فنانيها، وهؤلاء معروفون فرداً فرداً.

بغض النظر عن جماهيريتهم، كون الحفلات لا تخرج عن دائرة فناني الشركة، الامر الذي يجعل حرمان فناني الكويت من تقديم اعمالهم لجماهيرهم.

فنانو الكويت مغمورون، بل الاصح القول معزولون، فلا وزارة الاعلام ولا تلفزيون الكويت، ولا اذاعة الكويت، تتكفل بنشر واذاعة او عرض اعمالهم، وليس هناك شركة للانتاج الفني تتولى بيع او عرض اعمالهم، او غير ذلك من الانشطة.

في مصر عندما كانت تقام حفلات سنوية بالمناسبات الوطنية، وهي شبيهة، او نسخة طبق الاصل من التي كانت تنظم في الكويت، كانت وزارة الاعلام تجلب الفنانين مباشرة من البلاد العربية (من العراق الى المغرب)، فكان المتلقى الكويتي والعربي يشنف آذانه بالتنوع الفني، ومن دون فرض لون معين او فنانين محددين. في ذلك الوقت كانت الكويت بمثابة عاصمة الفن والفنانين، لكن لما ترك الشيخ جابر العلي، رحمه الله، وزارة الاعلام انحسرت جمالية الاعلام، وجمالية الفنون حتى اصبح القبح هو العنوان، فهل نبكي على الماضي، ام نندم على حاضر بديرة دخلاء على الفن والغناء والاعلام والثقافة، وقد اصبح في فهمهم الغناء لهو وحرام؟ هل بهذه العقلية المغلقة نرتقي بوطن النهار، وطن الفن والذوق والثقافة والموسيقى؟

ليس عند هذا تنتهي الحكاية، لكن يبقى السؤال: لماذا لا يرى المتابع الكويتي، وديرته ومع مناسبة كويتية ووطنية، فناناً كويتياً واحداً يقف على خشبة المسرح ليغني لوطنه ولابناء وطنه؟

كان زمان عبدالله الرويشد ونوال الكويتية وثالثهم نبيل شعيل، الرويشد الله يقومه بالسلامه، اما نوال فقد انتهى عهدها بانتهاء شطب لقبها "كويتية"، ولا تزال دموع الاغتراب والبعد عن الوطن تنهمر، والسؤال هنا لمنظمي مهرجان التسوق، والحفلات الغنائية: هل هناك فنانون كويتيون سوف يسدون الفراغ، وينظمون للجولة الفنية المقبلة من الخارج لسد غياب رويشد ونوال اللذين كانا يصدحان بفنهما باجمل الالحان الكويتية؟

أين الصف الثاني والثالث والرابع، اين مخرجات المعهد العالي للموسيقى، أليست رسالة المعهد اعداد فنانين في الموسيقى والغناء والتأليف، وغير ذلك؟

ما لا يريد المسؤولون سماعه ان الكويت اضحت طاردة للفنون والابداع، اما المجلس الوطني للثقافة الفنون والاداب، ومسؤولوه في واد والفن والثقافة والابداع في واد اخر.سحب جنسية نوال وداود حسين كان اكبر خطأ ارتكبته لجنة الجنسية، للكويت، ديرة الفن والابداع، فلقد خسرتهما الكويت، وكسبهم اخرون.

ينبغي ألا نكابر نعم لقد خسرتهم الكويت، والمشكلة ليست بخسارة فنان او فنانين، انما بسحب جناسي فنانين اخرين، فعلى ارض الكويت فنانين ورياضيين وادباء ومثقفين وكتاب ودكاترة وشعراء من فئة "البدون"، وهناك فنانون في الموسيقى والتأليف والاوركسترالي واللحن الغنائي وهناك فنانون تشكيليون ونحاتون وغير ذلك من الفنون في الخزف والخط والديكور. بعض هؤلاء اغتنم الفرصة وطار الى ديار الغربة واعترفوا هناك بقدراته، وابداعاته، فيما اخرون متمسكون بوطنهم الكويت لا يرون غيره يستحق التضحية، فما العيب اذا تجنسوا على بند خدمات جليلة؟

لعل لجنة الجنسية قناعاتها تختلف عن قناعات الشعب، فيما هناك دول كانت مجهولة، فاصبحت عاصمة للفن وصانعي الجمال، فهل نبكي على وطن كان وطن الفن والابداع؟

كاتب صحافي

[email protected]

آخر الأخبار