مُجَالَسَة مَنْ يُنْتَفَعُ بِمُجَالَسَتِه

حوارات

يختار العاقل من يجالسهم ويخالطهم، فيبعد نفسه عن قرناء السّوء، ويجالس ويتحدّث مع من يُنتفع بمجالستهم، ونذكر منهم ما يلي:

-مجالسة الوالدين الصالحين: الأب والأم الصالحين هم الأولى بالجلوس معهم، فبالإضافة الى البرّ بهم، ينتفع الابن والبنت العقلاء بالاستفادة من تجاربهم الحياتية الثريّة، وبمصادقتهم، وبالتقرّب إليهم بالمودّة والرحمة والشفقة التي يستحقونها.

-مجالسة الصالحين: يوجد في كل مجتمع أشخاص صالحون ينتفِع المرء العاقل بهم في أخلاقه، وسلوكيّاته، ويزيد في عقله، ومن سماتهم حُسن السّمعة، ونفورهم من أراجيف العّامة، وعدم تدخّلهم في شؤون الناس، وسعيهم الدّائم لإصلاح أنفسهم، وسعيهم للتفقّه في الدين، وامتناعهم عن النميمة والغيبة.

-الجلوس مع كَبِير السِّن الرّزين: يتّصف كبير السِّن الرّزين بوقاره، وبحلمه، وبرزانته، وبانتقائه لكلامه، وبسهولة التعامل معه، وبأخلاقه الحسنة، ومرونة تفكيره، وغياب الحقد من قلبه، وحرصه في كلامه وتصرّفاته، على أن يكون دائماً قدوة أخلاقية للآخرين.

وينتفع المرء بمجالسة كبير السّن الرّزين للاستفادة من نصائحه وإرشاداته الأخلاقية، التي نتجت عن تجارب حياتية ثريّة.

-الصّديق الصّالِح: طوبى لمن يعثر على صديق صادق وصالح، فهو لا يقدّر بثمن، وينتفع به الانسان باتّخاذه قدوة حسنة، وكونه أخاً لم تلده أمّه، ومن سماته جعله لصديقه يشعر أنه أصبح أفضل أخلاقياً، وفكريًّا ونفسيًّا وروحيًّا، بعد مجالسته لصديقه الصالح.

-مجالسة الأدباء الأتقياء: الأديب التّقي هو الذي يمارس محاسن ومكارم الأخلاق، ويدعو لها في كتاباته، أو في أشعاره، أو حديثه مع الآخرين، وهو الذي هذّبه علمه وأدبه، وجعله قدوة إنسانية وأخلاقية يُقتدى، وينتفع به.

- مجالسة الْفُقَرَاء: تزيد مجالسة الفقراء في تواضع الانسان العاقل، وتُضْعِف صولات طمعه، وتزيد في قناعته، وتذكّره بشكر النِّعَم، وبما يجب عليه فعله من أعمال صالحة، وتساعده على استباق التقديم لنفسه في دار الآخرة. مجالسة الكتب: يجالس العاقل الكتب بقراءتها، والاستفادة منها في تطوير شخصيته، فهي توسّع مداركه الذهنيّة، وتطوّر طرق تفكيره، وتنمّي وعيه الفكريّ، وتستنهض يقظته، وتقوّي همّته لتحقيق ما يعتقد أنه يستحقّه في الحياة.

كاتب كويتي

DrAljenfawi@