مما تميزت به بطولة "كأس الخليج الأخيرة"، من ضمن أمور أخرى، الجماهير الخليجية التي حضرت، حيث عبرت بعفوية عن روح التآخي الخليجي، وعن حبها للكويت وشعبها.
هذا الحب بادله الشعب الكويتي بمثله، ولقد لفت انتباهي في الحديث مع الأخوة الخليجيين إعجابهم بالثقافة الكويتية، بمختلف مكوناتها، المسرح والفنون والدراما والموسيقى والغناء الكويتي.
كذلك لفت انتباهي أكثر أن تركيزهم كان على الماضي، أي عن حقبة سبعينات وثمانينات القرن الماضي، حين اتسمت عناصر الثقافة الكويتية بالإبداع، وسطعت نجومها خليجياً وعربياً، إلا أن التركيز لم يشمل الحقب التالية، فهل عدمنا التميز بعد ذلك؟
"درب الزلق" و"الأقدار"، والمسرحيات الهادفة المتميزة، ومشاركتنا في مباريات "كأس العالم" عام 1982، ومعارض الفنون التشكيلية، والصحافة المتميزة، وكم استمعنا في بيوت الله الى شيوخ الدين الخاشعين.
كل ذلك قليل من كثير تميزت به كويتنا، ومن خلال كل ذلك سطعت نجوم كويتية في كل المجالات، لا يتسع المجال لذكرها، فاستحقت بذلك أن تكون "لؤلؤة الخليج".
ثقافة ارتقت ثم توقفت، ونجوم سطعت ثم غابت، وإنتاج ثقافي وطني تقدم ثم تراجع، ولم يملأ الفراغ بعد ذلك أحد، وبقيت ذكريات الماضي عالقة في أذهاننا، وأذهان الأشقاء.
الأسباب عديدة، ومنها تحول عناصر الثقافة إلى مصدر للربح والمنفعة، ففقدت جمالياتها، وتحول العمل الجماعي إلى فرقاء وخلاف، فتعطلت إرادة البذل والعطاء.
ولا أبالغ أن ذلك لحق بمعظم أنشطتنا، والأشد وضوحاً الحركة الرياضية التي سجلت تراجعاً ملحوظاً عبر العقود السابقة.
لا بد أن تعود الكويت "لؤلؤة" كما كانت، وكما عرفها الجميع، وتحدثت عنها الجماهير الرياضية الخليجية، التي لطالما استمتعت في "سوق المباركية"، كما لم تستمتع بغيره، وهو من امتداد تلك الحقبة.
عسى العلي القدير أن يوفقنا ويحفظ الكويت، اللهم آمين.