البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية
أكد لـ"السياسة" أن الكويت منذ نشأتها نموذج ومركز للتعايش المشترك قولاً وفعلاً
"الكويت محظوظة بسموكم"... فلكم تاريخ طويل من العطاء والخبرة والحنكة الديبلوماسية
العلاقات الأخوية المصرية - الكويتية شهدت مزيداً من التعاون والازدهار
زيارة سموه إلى مصر في أبريل دليل على حب المصريين للكويت وأميرها
الكويت الدولة الأولى في العالم التي تستضيف كنيسة مصرية على أرضها
أبناء الجالية يعيشون بكل الحب والأمان في بلدهم الثاني الكويت
زيارتي إلى الكويت في 2017 تركت في نفسي صورة رائعة عن ماهية الدول
الشعب الكويتي كريم ومضياف إلى أبعد الحدود ومحب بطبعه
بعد زيارتي للكويت لمست ما يفوق قراءتي عن شعبها وقيادتها الحكيمة
الشعب الكويتي محظوظ بأسرة آل الصباح التي تقود البلاد نحو النهضة
دول الخليج العربي تنعم بالاستقرار بفضل حكمة قياداتها من الملوك والأمراء
الكويت تنتهج الديبلوماسية الهادئة لبناء جسور السلام والأمان لشعبها ولشعوبنا
بسام القصاص
مع قرب حلول شهر فبراير، وفيما تستعد الكويت للاحتفال بالعيد الوطني وعيد التحرير، اللذين يحلان بعد أسابيع من الذكرى الأولى لتولي سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد مقاليد الحكم في البلاد، هنأ بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية البابا تواضروس الثاني صاحب السمو أمير البلاد.
وقال: "بقلوبنا نهنئ سموكم بعامكم الأول على توليكم هذه المسؤولية التي أنتم أهل لها، وبسيرتكم الزكية التي ملأت العالم كله وفاح عطرها، ستكون مسيرتكم قوية يشهد لها القاصي والداني كمسيرة حب وبناء، لتملأ كتب التاريخ بحكمتكم وقيادتكم للسلام في العالم، فسموكم قدمتم الكثير من قلبكم الكبير، ونثق في أن الله سيحفظكم لكي تواصلوا مسيرتكم مع الكل ولأجل الكل".
وأضاف: "حفظكم الله وأبقاكم للكويت المحبة المحظوظة بكم وللعالم كله، مثالاً للمحبة، ورائدا للتسامح".
وثمّن البابا تواضروس مسيرة سمو الأمير بالعمل الجاد الدؤوب الساعي إلى إعلاء مكانة الوطن وترسيخ قيمة الانتماء له، استنادا إلى تاريخ طويل لسموه من العطاء والخبرة والحنكة الديبلوماسية، وإعلاء كل أبناء الكويت في الغد المزدهر الذي يصبون إليه.
في السياق ذاته، أكد قداسة البابا تواضروس الثاني في تصريحاته الخاصة أن العلاقات الأخوية المصرية- الكويتية شهدت في عهد سموه مزيداً من الازدهار والتعاون والتنسيق في المجالات كافة، وتنسيقا في كل المحافل العربية والإقليمية والدولية.
وفي هذه المناسبة المهمة، شدد قداسته على نقل تحية تقدير واحترام من مصر ـ شعبا وقيادة ـ لسمو الأمير والشعب الكويتي، لما تقدمه دولة الكويت من مساندة ودعم لمصر. وقال: إن هذا إن دل فإنما يدل على عمق علاقتنا التاريخية ووعينا بمصيرنا المشترك، وكانت زيارة سموه لبلده الثاني مصر نهاية أبريل الماضي دليلا حيا على حب المصريين للكويت وأميرها وشعبها، وتقدير الرئيس عبدالفتاح السيسي لسموه ولما يقدمه لمصر وللعرب جميعا من جهود من أجل نهضة شعوب المنطقة وإرساء السلام والأمان لهم.
وأشاد قداسة البابا بالكويت كونها الدولة الأولى في العالم التي تستضيف كنيسة مصرية على أرضها لتؤكد أنها ومنذ نشأتها تعد دولة نموذجا ومركزا للتعايش المشترك قولًا وفعلًا.
وأكد البابا أن أبناء الجالية المصرية في الكويت يعيشون بكل الحب والأمان لأن الكويت بلدهم الثاني، لذا يكنون له أسمى المشاعر، لا سيما في ظل ما يلمسونه من حب الكويتيين لمصر ولمدى عمق العلاقات بين البلدين حكومة وشعبا.
وعن زيارته للكويت في 2017، قال: كنت في وطني الثاني الكويت، وتركت الزيارة في نفسي صورة رائعة عن ماهية الدول والرجال، لا سيما الاستقبال والحفاوة التي قوبلت بها من أهل الكويت، لأتأكد أنه شعب كريم ومضياف إلى أبعد الحدود لأنه شعب محب بطبعه، مع العلم أنني كنت أحب الكويت من خلال قراءتي عنها، لكن بعد زيارتي فقد لمست بنفسي ما يفوق قراءتي عن شعبها وقيادتها الحكيمة".
وأشار الى أن زيارة الكويت دائما في باله، لكن الظروف التي تمر بها المنطقة والانشغال الدائم يحول دون إتمام الزيارة التي ينتويها، مؤكدا أن الشعب الكويتي محظوظ بأسرة آل الصباح التي تقود البلاد نحو المستقبل المشرق والنهضة والاستقرار".
وعن رأيه في تأثير التوترات الإقليمية والدولية المحيطة بنا، وتأثيرها على منطقتنا، قال البابا: نحن نصلي من أجل بلادنا مصر، ونصلي أيضا أن يحفظ دول الخليج العربي، فهي دول محبة للسلام وهم ينعمون بالاستقرار بفضل حكمة قيادتها من ملوك وأمراء، لا سيما الكويت التي تنتهج الديبلوماسية الهادئة لبناء جسور السلام والأمان لشعبها ولشعوبنا العربية.
مشاعر طيبة مع شيخ الأزهر
عن شعوره بعد زيارة شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب والوفد رفيع المستوى المرافق له، لتهنئته وإخوة الوطن بعيد الميلاد، قال البابا تواضروس: إن الزيارة تعكس الروح الأخوية التي تجمع المصريين، مسيحيين ومسلمين، متمنيا أن تأتي الأعوام المقبلة على العالم أجمع بالخير والسلام والاستقرار.
وتابع: "أشعر بالود والمحبة وتربطني بشيخ الأزهر مشاعر طيبة، ونتبادل الأحاديث والنقاشات حول مختلف القضايا، وهو ما يكشف قدر الوحدة والأخوَّة الموجودة على أرض مصر، دعواتنا دائمة من أجل استمرار هذه اللحمة الوطنية القوية ونموها".
بالحب والتعاضد نقهر المستحيل
شكر البابا رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي على حضوره للتهنئة، متمنيا له وللحكومة دوام التوفيق والسداد، مثمنا ما يقوم به من متابعة دؤوبة لكل المشروعات في مواقع العمل المختلفة في مصر، لا سيما في المصانع العديدة التي تقام، ومنها مصانع الغزل والنسيج التي رأيناها وهي "شيء جميل" للغاية، مضيفا: إن "نعمة السلام والأمن في مصر كبيرة".
واوضح أن عيد الميلاد في مصر له طعم مختلف، ودفء من المودة والحب، مضيفا: "أن تجد رئيس الدولة ورئيس الوزراء وجميع الوزراء، وكبار رجال الدولة، والشعب المصري كله يلتف حولك ومشاركتك الاحتفال، شعور لن تجده في أي دولة أخرى، ولن تجد شعبا مثلنا نحن المصريين في حب ومودة الآخر، إننا شعب نقهر المستحيل بالحب وتعاضدنا دون تفرقة وهو سر قوة نسيجنا الذي يحمينا من الشرور".
العيد... عيدان
عن احتفال الكنيسة بعيد الميلاد المجيد وحرص الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على حضوره، قال البابا تواضروس: إن عيد الميلاد في مصر كان له مذاق خاص هذا العام، لا سيما مع زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الكاتدرائية وحرصه الشديد على المشاركة في احتفالات عيد الميلاد المجيد هي دلالة واضحة على أننا نسيج وطني واحد، وبحضوره كان العيد عيدين، إذ لا يمكن وصف فرحة أبناء الكنيسة داخل مصر وخارجها بوجود الرئيس السيسي بيننا في احتفالاتنا.