الجمعة 14 مارس 2025
23°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 صالح بن عبد الله المسلم
كل الآراء

احذروا عودة ترامب

Time
الأحد 26 يناير 2025
View
160
صالح بن عبد الله المسلم

ترقب العالم اجمع يوم التتويج، الذي يدخل فيه الرئيس القديم- الجديد الى البيت الأبيض، ويتولى قيادة الولايات المتحدة الاميركية لأربع سنوات مقبلة. وانتظر العالم، بكل أطيافه ومجتمعاته ومختلف تياراته، دخول هذا الآتي من خلفية سياسية امتدت لثماني سنوات، منها اربع عجاف خارج في البيت الأبيض، فيها التحدي والصلابة والقوة، وفيها النزاعات والصراعات، والقضايا، والنهايات لبعض المتآمرين والمتآمرات، وكأن لا قضية لهم الا ترامب، وللمرة الاولى، تختفي لغة الأحزاب في الولايات المتحدة، والصراع بين الديموقراطيين والجمهوريين، بل أصبحت بين ترامب كشخص وكمرشح مستقل، وكمنافس شرس قوي، وبين الحزب الديمقراطي، وخلال الانتخابات شككت الغالبية بفوزه، وأنه لن يتجاوز المرحلة الأولى، وان عدد القضايا التي عليه ستدمره، وتنهكه، وتجعل منه حديث العالم، وهزيمته مؤكدة، الا ان هذه السياسات لا تصلح مع العهد الترامبي، ومع صلابة الرجل الذي خاض التمثيل والمصارعة، وتقديم البرامج، وخاض معارك في العقارات والمقاولات، وانكسر فيها مرات عدة، لكنه لم يستسلم، ولم ينهر، بل زادته قوة وصلابة.

ترامب رجل عصامي، اتفقنا معه أم اختلفنا، نجح في الوصول الى البيت الأبيض، وكذلك في اختيار فريق عمله، والذي خلا تماما من أي شخص كان معه في سنواته السابقة، وهذا دليل على اختلاف الفكر، والتوجه، والعمل المقبل، ودليل على أن ترامب الجديد ليس هو ترامب السابق.

الاختلاف لا يعني انه سيتحول جذريا عن الاجندة، والأيديولوجيا الاميركية، لكن قطعا لن يكون بذلك التساهل، والمزيد من المفاوضات، بل الحسم والقرارات وسنلاحظ خصوصا انه لن يجدد، ولا يحق له وفق الدستور الأميركي التجديد، وخوض انتخابات جديد، سنلاحظ في الأيام المقبلة توجهات لم يكن ترامب في السابق يمارسها، او يقدم عليها،

وهنا خوف الغرب، والاتحاد الأوروبي خصوصا، والشرق عموما.

انتظر العالم قدوم ترامب، لكنه لم يتوقع ان يكون بهذه الحدة والقوة والشراسة، فقراراته الأولى تدل على توجه غير معتاد، وانه حقا سينفذ بأسرع وقت ممكن القرارات التي وعد بها اثناء الحملة الانتخابية، واهما الهجرة والضرائب، وسينطلق بعدها الى العمل الجاد والاستثمار، وجلب رؤوس الأموال، فليس لديه بعدها وقت للصراعات والاختلافات.

الرجل يريد السلام، ليس من اجل السلام فقط، لكن من اجل إيجاد أرضية مستقرة صالحة للبناء والاستثمار، هذا هو الفكر الترامبي الجديد".

فهل ستساعده الظروف والمناخات، والدول والهيئات بتنفيذ قراراته، وتنطلق معه في تحقيق أحلامه، وتدخل في شراكات استثمارية، وتنجح مساعي التوصل الى حل الخلافات والصراعات، وتهدأ المنطقة، وينتهي التهديد الإيراني، وتغيب اذرع طهران عن المنطقة وتختفي، وتنطلق سورية ولبنان في الاعمار، وينتهي الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وتحل "حماس" نفسها، وتندمج تحت مظلة السلطة، وتتوقف الحرب الروسية- الأوكرانية، ويعيش العالم بأمن وسلام، واستقرار ويعم الخير والبناء والتنمية؟

ها هي المملكة العربية السعودية تمد يدها كأول دولة ترعى هذه التوجهات، وتدعم وبقوة المضي قدما في طرقات الامن والسلام والاستثمار.

كاتب سعودي

آخر الأخبار