اصطحب وزير خارجيتنا السيد عبدالله اليحيا الذي يصعب على غير الكويتيين قراءة لقبه على نحو صحيح، و بلا تلعثم، لا سيما مذيعي نشرات الاخبار على شاشة تلفزيون الكويت اولاً، وغيرها تالياً، على اعتبار اخبار الكويت لا تذاع الا على شاشة القناة الاخبارية في تلفزيون دولة الكويت.
السيد وزير الخارجية اصطحب معه كتيبة من موظفي "مجلس التعاون" الخليجي، الذي مقره في العاصمة السعودية الرياض، في زيارة ما معناها انها حمل رسالة من "مجلس التعاون" الخليجي الى لبنان الوطن والحكومة، مفادها احنا "معاكم وسنقوم بما يتطلبه الواجب الاخوي".
تلفزيونياً و"لبنانياً" لم تكن الزيارة ملفتة، أقلها على شاشات تلفزيونات لبنان، خصوصا التي تمثل الاحزاب، اذ صحيح ان الوفد الخليجي التقى رئيس الجمهورية جوزاف عون، المنتخب حديثاً للتهنئة، ورئيس الحكومة المكلف فواز سلام، ورئيس الحكومة القائم بالاعمال نجيب ميقاتي، ونبيه بري ووزير الخارجية عبدالله ابو حبيب.
الا ان كل تلك الجولات لم تشد، او تلفت الاعلام اللبناني، صحافة وقنوات اخبارية، فهل لان الاعلاميين اللبنانيين كانوا على علم مسبق ان الوفد الخليجي لا يحمل اكثر مما حملته الوفود الخليجية القادمة من عواصمها وتعهداتها إزاء لبنان، وما يريده اللبنانيون من الخليجيين، ام ان اللبنانيين لا يعولون كثيراً على الخليجيين، فيما وليَّ امر لبنان الفرنسي ماكرون، وهو الكفيل الضمني للبنان، دولياً وعربياً؟
كنت اتمنى من وزير الخارجية، وهو يزور لبنان ان يمثل الكويت لا دول الخليج، رغم ان الرئاسة كويتية للدورة الحالية للمجلس ، فالخليجيون ارسلوا وفودهم الى لبنان قبل زيارة اليحيا، وعقدوا لقاءات مع رئيس الجمهورية وبقية الترويكة اللبنانية من نبيه بري ورئيسي وزراء المكلف والقائم بأعمال الحكومة، فلم تكن زيارة السيد اليحيا الا زيارة اشبه بما معناه نحن هنا، وكون "نحن هنا" لا معنى لها في ظل وعود خليجية، انتهت بالزيارات التي تمت من خلال وفد كل دولة على حدا.
السيد اليحيا منذ توليه الشؤون الخارجية خلفاً لابوالديبلوماسية الكويتية وعميد الديبلوماسية العربية والعالمية سمو الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، لعله لم يقم بمبادرات كويتية او حلول انفردت بها الديبلوماسية الكويتية، وهي ديبلوماسية مدرسة تبوأت مكانتها وأثبتت نجاعتها منذ سنوات طويلة.
60 عاماً من الديبلوماسية او يزيد والكويت تقود المنطقة الخليجية، ولا تزال، لكن هذه المرة في عهد عبدالله اليحيا، بلا مبادرات عربية او دولية.
نحن نتراجع، وقد تركنا للاخرين ان يحلوا مكاننا، بتفسير غير مبرر.
الخليجيون لا ينتظرون الكويت لكي تبادر، ولا هم بصدد نصائحها، اذا صاروا مدارس ديبلوماسية بامتياز، في محصلة القول وما ينبغي قوله كويتياً: خلونا نتحرك على حجمنا وللآخرين أحجامهم!
صحافي كويتي
[email protected]