حوارات
ورد في الحديث الشريف "لا يَدخُلُ الجَنَّةَ مَن لا يَأمَنُ جارُه بَوائقَه"، وتشير البوائق الى كل قول أو تصرّف مكروه، مثل الافتراء والظلم، والتّعدي على الآخر.
كذلك تشمل القهر والغدر والخيانة، وكل أنواع الشرور، ومن بعض من يجب على المرء العاقل تركه والصَّدُّ عنه، إِضَافَة إلى الجار الْمُؤْذِي، نذكر ما يلي:
- ذُو القُرْبَى الْمُؤْذِي: يتوجّب على المرء العاقل الحرص على التقرّب الى أولي القربى، لكنه ربما يكون مخيّراً أكثر في علاقاته مع ذوي القربى، فليس مطلوباً من اللّبيب تحمّل أذى بعض أقربائه، لا سيما إذا كان المؤذي منهم لا يقدّر ولا يحترم صلات الرّحم، والعلاقات العائلية، وهجران هذا النفر المؤذي يمثل أولوية بالنسبة للعاقل الأريب اللبيب.
-الصديق المُتَلَوِّن: يصدف أحياناً أن يبتلى المرء العاقل بشخص يدّعي صداقته له، لكنه يستمر يتصرّف بشكل متلوّن ومتقلّب، فلا يثبت هذا النفر المخادع على حال واحدة في طرق تعامله مع "الصديق،" وهو بالطّبع من المتلاعبين والاستغلاليّين، أو من يصفهم المثل "من ودّك لأمر ولى عند انقضائه"، ومن يديم اتّصاله بالصديق المتلّون يديم تواصله مع من سيكون عن قريب من ألدّ أعدائه.
- المُتَعَصِّب الأعمى: يتعصّب بعض الأشخاص المضطربين فكرياً والمعوجّين أخلاقياً لعرق، أو قبيلة، أو فئة، أو طائفة معيّنة من الناس، ويرتكز تعصّبه على كره من هو مختلف عنه، ولا يمكن للعاقل أن يثق بهذا النوع من المتعصّبين بسبب لان تعصّبهم وتطرّف مواقفهم، وآرائهم المضطربة، تؤذي حتماً من يقترب منهم، ولقد قيل في السابق "أبى مُنبَتُ العِيدانِ أن يَتغَيَّرا".
- السُوقيّ الغوغائيّ: يدلّ على الشخص السّوقيّ كلامه الفاحش، وتجاوزه لحدود ما هو أخلاقيّ ومعتاد في المجتمع المحافظ، وتطغى على شخصيته قلّة التهذيب، وسفاهة الرأي، وربما تراه أحمق حمقاً مستطيراً، ويضرّ التواصل مع السّوقي الغوغائيّ، خصوصا في تشويهه سمعة من يراه الناس يتحدّث، أو يضحك معه.
-هجران من لا يغضّ بصره: حَسَنُ الخلق يغضّ بصره عن كل المحرّمات، ومن لا يغضّ بصره لا تؤمن بوائقه.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@