الولايات المتحدة تحذر من تكرار سيناريو فوضى السودان في العراق

نقاشات حادة بشأن "الحشد" توصي بخفض الفصائل من 67 إلى 20 ودمج 100 ألف عنصر في الأمن والجيش

بغداد - باسل محمد: وسط تحذيرات أميركية من تكرار سيناريو "حرب الجنرالين" التي تغرق السودان في الفوضى منذ نحو عام ونصف العام، شهدت العاصمة العراقية بغداد اجتماعات عاجلة في الأيام القليلة الماضية ضمت قادة الاطار الشيعي والحشد الشعبي ومستشار الأمن القومي قاسم الاعرجي ممثلا عن الحكومة العراقية، حيث كان الملف الرئيسي والوحيد هو الاتفاق على آليات واضحة للتعامل مع ملف الحشد استجابة لرؤية رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في أهمية اتخاذ اصلاحات استباقية في هيكلة الحشد الشعبي، لاحتواء أي تصعيد محتمل من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وقال مسؤول رفيع في ائتلاف دولة القانون الذي يرئسه الرجل القوي في الاطار الشيعي نوري المالكي للسياسة إن هذه الاجتماعات تضمنت نقاشات حادة للغاية عندما طرحت فكرة تسريح عدد كبير من عناصر الحشد الشعبي ومنحهم راتبا تقاعديا وتعويضات أخرى بدلا من دمجهم بالاجهزة الأمنية والجيش، مضيفا أن النقاش الحاد تفاقم في اجتماعات الاطار والحشد والحكومة مع طرح فكرة تشكيل لجنة فنية داخل اجهزة الأمن الوطني والامن القومي والاستخبارات ووزارتي الداخلية والدفاع وبعض الوزارات الأخرى المدنية، لتحديد حاجة هذه المؤسسات للموظفين الجدد بهدف تحديد عناصر الحشد التي سيجري خروجها من الحشد ودمجها في مؤسسات الدولة.

وافاد المسؤول في ائتلاف المالكي ان وثيقة لوزارة الدفاع قدمت داخل الاجتماعات رفضت تنسيب عناصر من الحشد في قوات الجيش لاعتبارات تتعلق بالتوازنات بين المكونات الثلاثة الرئيسية وهم الشيعة والسنة والاكراد، وكشف المسؤول الرفيع عن أهم القرارات التي اتخذت في اجتماعات الاطار والحشد والحكومة وتضمنت خفض عدد فصائل الحشد الشعبي من 67 فصيلا إلى دون الـ 20 فصيلا و ودمج قرابة 100 عنصر من الحشد من أصل 250 الف عنصر إجمالي عناصر الحشد في المؤسسات الأمنية والعسكرية والاستخباراتية للدولة العراقية مع إمكانية التسريح لعدد اخر من عناصر الحشد شرط ان يكون التسريح طوعيا لمن يرغب مقابل مزايا معنوية ومادية.

وتابع المسؤول الرفيع في ائتلاف المالكي ان اجتماعا ضم الوفدين العسكريين الأميركي والعراقي خلص إلى رفض دمج أي عناصر من الحشد الشعبي في الجيش العراقي بالتحديد، لاعتبارات تتعلق بقواعد واسس وضوابط المؤسسة العسكرية العراقية التي بناها الجيش الأميركي والمدعومة غربيا، وبحسب معلومات المسؤول، فإن الجانب الأميركي اعتبر وصول عدد عناصر الحشد الشعبي الى 250 الف عنصر هو تطور خطير لانه يقارب عدد الجيش العراقي، مشيرا إلى ان الأميركيين حذروا من أن تضخم قوة الحشد الشعبي يشجع على وقوع سيناريو مشابه لما يجري في السودان في العراق، أي الصدام المسلح بين الحشد والجيش حول من يمثل قوة وهيبة الدولة، ورأى المسؤول الرفيع ان مخاوف واشنطن من تضخم عدد عناصر الحشد الشعبي وخطة دمج عناصرها في المؤسسات الأمنية والعسكرية والاستخباراتية للدولة العراقية قد تعيق بصورة كبيرة اتفاق انسحاب القوات الأميركية من العراق المقرر بحلول منتصف العام الحالي.