الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد
وفد روسي رفيع زار دمشق للمرة الأولى منذ سقوط الرئيس المخلوع
دمشق، واشنطن، موسكو، عواصم - وكالات: خلصت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة في سورية إلى أن الأفعال التي ارتكبها نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد ضد المعارضة تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، قائلة في تقرير بعد الاستماع إلى شهادات نحو ألفي شخص و550 ناجيا من التعذيب إن النظام السوري السابق وظف الاعتقال التعسفي والتعذيب والإخفاء الممنهج لقمع المعارضة، وأنه قبل شهرين فقط لم يكن من المتصور الإطاحة بالنظام وإطلاق سراح السجناء.
وقال رئيس اللجنة باولو بينهيرو في التقرير "نقف عند منعطف حاسم ويمكن للحكومة الانتقالية والسلطات السورية المستقبلية أن تضمن الآن عدم تكرار هذه الجرائم أبدا"، معربا عن أمله في أن تساعد النتائج التي توصلت اليها اللجنة بعد نحو 14 عاما من التحقيقات في إنهاء الإفلات من العقاب، لكن اللجنة شددت على أن معاناة عشرات الآلاف من العائلات التي لم تعثر على أقاربها المفقودين بين السجناء المفرج عنهم لا تزال مستمرة، مؤكدة أن اكتشاف مقابر جماعية إضافية دفع العديد من العائلات إلى استنتاج الأسوأ.
وفيما قالت اللجنة إنها تخطط لإجراء تحقيقات معمقة في الأشهر المقبلة بعد أن سمحت لها حكومة تصريف الأعمال الجديدة بالوصول إلى البلاد للمرة الأولى منذ 2011، وبعد أن أتيحت لها إمكانية الوصول غير المسبوق إلى المواقع والناجين الذين لم يعودوا يخشون الانتقام بسبب تقديم شهاداتهم، قال عضو اللجنة هاني مجلي إنه يأمل أن يرى مبادرات عدالة وطنية ذات مصداقية، مؤكدا استعداد اللجنة للمساعدة إلى جانب جمعيات حقوق الإنسان والأسر السورية والشركاء الأمميين.
في غضون ذلك، وصل وفد رفيع من وزارة الخارجية الروسية إلى العاصمة السورية دمشق برئاسة المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوجدانوف أمس، في زيارة هي الأولى منذ سقوط نظام الرئيس السابق وحليف روسيا بشار الأسد، وأجرى الوفد الذي ضم المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون التسوية السورية ألكسندر لافرينتييف محادثات مع رئيس الادارة السورية أحمد الشرع والتقى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني.
وقال بوجدانوف إن الزيارة تأتي في سياق تعزيز العلاقات التاريخية بين بلاده وسورية وفق قاعدة المصالح المشتركة، مشددا على أن روسيا حريصة على وحدة واستقلال وسلامة الأراضي السورية وتحقيق الوفاق والسلم الاجتماعي، وبينما ثارت العديد من الأسئلة حول مستقبل القواعد العسكرية الروسية في سورية بعد سقوط الأسد، أوضح الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن لا وجود لقرارات نهائية بشأن مستقبل تلك القواعد حتى الآن، مؤكدا أن بلاده على اتصال بممثلي القوى التي تسيطر حالياً على الوضع، مردفا أن تلك الأمور ستحدد من خلال الحوار.
ميدانيا، أفادت وكالة الأنباء السورية "سانا" بأن إدارة الأمن العام عثرت على مستودع أسلحة تابع للفرقة الرابعة التي كان يقودها ماهر الأسد في منطقة بيت جن بريف دمشق، بينما كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصادر سورية أن جماعات مسلحة اعتقلت الزعيم المحلي لتنظيم "داعش" الإرهابي في جنوب سورية، وقالت مصادر في الحكومة السورية الانتقالية إن عطا الحريري كان مسؤولا عن التنظيم في شرق سورية، بينما كشف المرصد أن مسلحين محليين من محافظة درعا نصبوا كمينا للحريري واعتقلوه، حيث تم تسليمه إلى الجهات الأمنية في دمشق، وتم ضبط كميات كبيرة من الأسلحة كان من المقرر تهريبها داخل سورية.
وفي السياق، لقي مدنيان سوريان حتفهما بانفجار لغم أرضي جنوب إدلب، وذكر الدفاع المدني السوري على صفحته بموقع "فيسبوك" أن مدنيين شقيقين قتلا بانفجار لغم أرضي من مخلفات نظام الأسد البائد، وقع في قرية أبو دفنة بريف مدينة معرة النعمان جنوب إدلب.