الخميس 19 يونيو 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 نافع حوري الظفيري
كل الآراء

محمد بن فهد... رجل تعرف الكويت مآثره

Time
الأربعاء 29 يناير 2025
View
590
نافع حوري الظفيري
اتجاه الصميم

طوال الاشهر الماضية اخذتني مشاغلي والقضايا التي اتابعها عن الكتابة، لكن حدث جلل فرض عليَّ ان اعود، لان الرجل الذي اكتب عنه كانت لديه الكثير من المآثر مما يجعل المرء يعددها، لان دوره القومي، والوطني، لا يمكن ان يمحى من الذاكرة. الراحل الامير محمد بن فهد بن عبد العزيز آل سعود ليس رجلاً عادياً، خصوصا في الذاكرة الكويتية، التي تحفظ له، كما تحفظ لوالده المغفور له الملك فهد بن عبد العزيز، دورها الكبير في تحرير الكويت من براثن الغزو العراقي عام 1990.مما يعرفه الجميع ان الراحل الكبير الامير محمد بن فهد، كان في تلك الفترة، امير المنطقة الشرقية، وهي المتاخمة في جزء منها للكويت،وبالتالي فهو المسؤول عن المنافذ البرية في تلك الناحية.

في هذا الشأن يتذكر الكويتيون ان الامير محمد بن فهد حين علم بوجود امير البلاد، المغفور له الشيخ جابر الاحمد، رحمه الله، في الخفجي هب الى المنفذ لاستقبال سموه، وكان يدير سلسلة من الاتصالات بدءا من الملك فهد،رحمه الله، في الرياض الى اصغر موظف في الامارة لتأمين الحراسة، وكل وسائل الراحة للشيخ جابر الاحمد، والمرافقين له، ولاحقا، وبعد تدفق الكويتيين الى المنطقة، عمل على تأمين كل ما يلزمهم.

كان يتابع شخصياً، رحمه الله، جميع الأمور دون كلل أو ملل حتى تحرير الكويت، وعودة شعبها الى وطنه.

عموما، كان دور الأمير محمد بن فهد خلال تلك الفترة مرتبطاً بإدارة المنطقة الشرقية، ودعم الجهود العسكرية والديبلوماسية السعودية لتحرير الكويت، وهو ما استحق عليه اكبر تكريم من لدن القيادة السياسية الكويتية بعد التحرير، فقلده الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد، رحمه الله، ارفع الاوسمة.

ومما يروى بهذا الشأن ان الأمير محمد علم بالغزو العراقي في الساعات الأولى من صباح اليوم الثاني من أغسطس، وفي السادسة والنصف صباحاً، تلقى مكالمة من أحد ضباط مركز الحدود السعودي شمال مدينة الخفجي، يخبره أن أمير الكويت موجود في المركز ويرغب في التحدث إليه، ما أدهش الأمير محمد.

لكن اتضح له بعد قليل أن الشيخ جابر يود الاتصال بخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، واتصل الملك هاتفياً بالأمير محمد وأصدر إليه تعليماته أن يعرض على أمير الكويت أن يتوجه جنوباً إلى الدمام، حيث يمكن ضمان أمنه وسلامته، فلم يكن من الحكمة أن يبقى في منطقة الحدود التي يمكن أن يجتاحها العراقيون في أي لحظة.

عمل الأمير محمد جاهدا لإقناع الشيخ جابر على مدى ساعتين بمغادرة الحدود، أو الانتقال على الأقل إلى قصر الإمارة في الخفجي، حتى يكون في وضع أكثر أمناً. وأخيراً وفي الرابعة بعد الظهر، اقتنع سمو الأمير الراحل بضرورة مغادرة المكان، وانطلقا نحو الدمام في سيارة قادها الأمير محمد، وإلى جانبه سمو الأمير.

حينها روى الامير محمد بن فهد، ان ملك المغرب الحسن الثاني اتصل به، وهو في السيارة برفقة الشيخ جابر، واراد التحدث مع سمو الامير، وقال: "عطني الشيخ"، اضاف: " أنا كنت مرعوب لان الشيخ جابر من هول الصدمة ما كان يتكلم معي، لكن بعدما كلم الملك حسيت ان الشيخ جابر بدأ يتنفس ويتكلم معي". نعم فقدت السعودية والكويت شخصية قل مثيلها، فالامير محمد بن فهد، كان في طليعة من ساندوا الحق الكويتي، ولهذا من الصعب نسيان ما فعله من اجل تحرير البلاد، بل سيبقى في الذاكرة الكويتية طالما اشرقت الشمس على هذه الارض... رحم الله الامير محمد بن فهد، وغفر له.

محام وكاتب كويتي

[email protected]

آخر الأخبار