رَحِمَ اللهُ امْرَءًا عَرَفَ قَدْرَ نَفْسِه

حوارات

درجت على ألسنة الناس مقولة "رَحِمَ اللَّهُ امْرَءًا عَرَفَ قَدْرَ نَفْسِه"، وهي تشير الى أهميّة معرفة الانسان إمكاناته ومسؤولياته الشخصية الفعلية، ومن بعض ما يساهم في معرفة الفرد لقَدْر نفسه في عالم اليوم، الذي زادت فيه مظاهر الجهل بقدر النفس، نذكر ما يلي:

-معرفة النفس: معرفة قدْر النفس تبدأ بمعرفتها ذاتها، فيحرص العاقل على معرفة سجاياه، وخصاله السلبية والايجابية، وتتحقّق هذه المعرفة التامة عن طريق تشخيص الصِّفات السلبية ودوافعها النفسيّة الأساسية، وتحديد السمات الشخصية الإيجابية وأسبابها.

وسيعرف الفرد لاحقاً مكانته الحقيقية وقدْره الفعلي في حياته الخاصة، وفي البيئة التي يعيش فيها، فلا يتجاوز ما هو فوق قدره، ولا يتوقّف دون ما هو قدره.

-الحذر من المدح المفرط: يحذر من يعرف قدْر نفسه من المدح المفرط الذي يتلقّاه أحياناً من الآخرين، فمن يُفرِط في مدحه للإنسان، إمّا أنه يتملّقه، أو يستعدّ لخداعه، أو يحسده لفضل في شخصيته، ويرغب في إيقاعه بشراك يعلم أنها تؤدّي إلى هلاكه، فعليًّا أو أخلاقيًّا.

ومن يعرف القدْر الحقيقي لنفسه لا ينطلي عليه هذا النوع من الخزعبلات، ربما ستجده الأكثر حذراً ممن يمدحه في ما ليس فيه. - التَواضع: كلما ترسّخ التواضع في شخصية الفرد، قوي اتّصاله بالواقع المحيط به، وعرف قدْر نفسه نتيجة لذلك، وأدرك بوضوح أنه يمتلك فقط إمكانات محدّدة ومتواضعة وفقاً لمواصفاته الفِسيولوجيّة والنفسية والفكرية البشرية، وهو إدراك مهمّ يدفعه إلى ضبط سلوكه، وتغليب عقله على هواه.

-كِبَرُ العقل: يكبر عقل المرء بتعلّمه المستمر من تجارب الحياة، وزيادة علمه، ومعرفته لقدْره الحقيقي، ومصاحبته للعقلاء، وتفاديه الاختلاط بالسفهاء، وتطبيقه نصائحه للآخرين على نفسه أولاً، وردع عقله لهواه، وتحكّم عقله بسلوكه الشخصيّ، وسعيه الى ضبط نفسه طيلة الوقت، وبعدم تجشّمه لما هو مهلِكهُ ولو بعد حين، وبعدم تدخّله فيما لا يعنيه.

- تَجَنُّب البَطَر والخُيَلاء: يطغى البعض في النعمة، أو في المنزلة الجديدة، فيختالون ويتباهون بإفراط، فيجهلون القدْر الحقيقي لأنفسهم، فيوقعون أنفسهم في ما لا قِبَلَ لهم به.

كاتب كويتي

DrAljenfawi@