الجمعة 18 يوليو 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
حُرةٌ استُعبِدتْ وأُريدَ لها أَنْ تُروَّض فما رُوِّضتْ
play icon
الأخيرة

حُرةٌ استُعبِدتْ وأُريدَ لها أَنْ تُروَّض فما رُوِّضتْ

Time
الأربعاء 29 يناير 2025
View
7270
أحمد الجارالله
حديث الأفق

 

  • ذهبتْ عبدةً من عند الشاب وعادت حرةً لتتزوجَه
  • انشغل طالب العلم بدراسته ولم يجد وقتاً لنفسه
  • جلبتْ شيخاً وشاهدين وقالت: حمقاءُ مَنْ فَرَّطتْ بكَ
  • مالكُها الجديد أَعدَّ لها الحمّام وأحضر الطِّيب فتطيّبتْ

 

لا يمكن للحر إذا استُعبِد ترْك مستعبده، لأن الله العزيز الحكيم خلق الناس أحراراً، ولهذا فمن أراد استعباد البشر لن يهنأ بالعيش، فالعبد لا بد من أن ينتقم من النخاس.

في الأسطر التالية ثمة الكثير من العبر والدروس عن الحرية وما تجلبه من منافع للناس:

هنا حكاية طالب علم سافر إلى إحدى المدن، ولمّا أحب المدينة واستأنس بأهلها، اشتری داراً فيها وأثثها، وأقام بها وصار يوزع وقته بين العمل والدراسات.

وبذلك، لم يجد وقتاً لشؤونه من غسيل وطبخ، بسبب انشغاله، فقرر أن يشتري جارية تخدمه، وتقوم على شؤون بيته.

نزل في أحد الأيام إلى سوق النخاسة، وبدأ يبحث حتى وقعت عيناه على جارية حسناء جميلة، ذات وجه كالبدر، وقوام كالمهرة.

لم يستطع مقاومة جمالها، فتقدم لشرائها بعد مفاوضته النخاس على السعر، وعندما اتفقا دفع الثمن، وحصل على صك بملكيتها، وحين تهيأت الجارية للانصراف مع سيدها الجديد، أقدمت على تصرف مفاجئ، إذ عادت إلى النخاس ولطمته لطمةً على وجهه كادت تكسر فكه.

جحظت عينا النخاس، وسط ذهول الجميع، فأراد الانتقام منها ورد الصفعة، لكن الشاب وقف بينه وبينها، وأخبره أنها لم تعد ملكه، وأن ولي أمرها هو سيدها الجديد.

أخذ النخاس يلح على الشاب أن يعيد له الجارية بأي ثمن يطلبه، حتى لو كان ضعف ما اشتراها به، لكن الشاب أخبره أن الجارية ليست للبيع، ونصحه بأن ينسى ما حدث حتى لا ينتشر خبر صفع الجارية للنخاس، فيصبح أضحوكة للجميع.

انطلق الشاب وجاريته إلى البيت، وأعد لها الحمّام، فاستحمت، ثم أحضر لها الطِّيب فتطيَّبت، وما أن فرغت حتى وجدته قد أعد لها ما لذ وطاب من الطعام.

جلست معه على المائدة تأكل بنَهَم، وتنظر إليه بارتياح تعلو وجهها ابتسامة بريئة، حتى زال ما بينها وبينه من ريبة واضطراب، ثم بدأت تجالسه وتسامره، وقالت له: لمَ لمْ تسألني لماذا صفعت الرجل؟

فقال: جوابٌ عرفتُه فلِمَ أنتظره، وما أظنك لطمتيه إلا انتقاماً لا تعدياً؟

قالت: صدقت، لكن هل عرفت إذا كان انتقاماً ممّا؟

قال: حرة استُعبِدت، وأريدَ بها أن تروَّض، فما رُوِّضت، فعُذِّبت وأُوذيت؟

فقالت في ذهول: صدقت، والله ما مرّ عليَّ أحد مثلك، فكيف عرفت كل هذا؟

قال: علمٌ به انتفعت، وأصلٌ به ارتفعت، وخُلقٌ له رجعت.

فقالت: وهل ثلاثتها أبلغتك عن وجع الرق، وذُل العبودية؟

فقال الشاب دون تردد: اذهبي فأنتِ حرة.

خرجت الفتاة من عنده، وقد أصبحت حرة، ثم عادت برفقة شيخ وشاهدين، وقالت: حمقاءُ مَن عرفتك ثم فرّطت بك، وإنني قد زوجتك نفسي.

 

نكشات

قريباً في الكويت سنشعر أننا بحاجة إلى مهنيين من أبناء الوطن، حتى الآن المهنيون عندنا وافدون.

* * *

إياك أن تخسر في حياتك مَن أسعدك وأنت مهموم، ومن ناصرك وأنت مغلوب، ومن تحمّلك وأنت غاضب، ومن دافع عنك وأنت غائب.

* * *

النفس الأمَّارة بالسوء هي النفس التي تأمر صاحبها باتباع هواه، وفعل الشهوات المحرمة.

* * *

مطلوب من بعض الوزراء أن يمارسوا العمل صباحاً ومساءً، فالكويت بحاجة إلى إعداد وتجهيز، فقد عاشت فترة خراب طويلة.

* * *

حتى اليوم في البلدية الدورة المستندية طويلة، ومزعجة ومعطلة للبيع والشراء.

* * *

يقول أهلنا في البادية: مال تودعه كله، أي تمتّع بمالك، بدل أن تودعه، فأسرعوا في تحديث البنية التحتية، فأموالنا تكون في كويتنا أفضل من أن تكون هناك.

آخر الأخبار