دفعة رابعة من تبادل الأسرى... و"حماس" تطلق ثلاثة إسرائيليين

أول فوج من الجرحى غادر غزة إلى مصر عبر معبر رفح

غزة، القاهرة، عواصم - وكالات: في عملية هي الرابعة لتبادل الأسرى بين الجانبين في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، أفرجت حركة "حماس" عن ثلاثة أسرى إسرائليين أحدهم إسرائيلي يحمل الجنسية الأميركية أمس، مقابل إطلاق 183 فلسطينياً من سجون الاحتلال الإسرائيلية، واعتبرت "حماس" في بيان عملية تسليم الإسرائيليين الثلاثة أمام منصة تحمل صور القادة الشهداء الضيف وإخوانه أعضاء المجلس العسكري، رسالة عهد ووفاء بأن رجال القسام باقون وسيكملون المشوار، فيما أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي تسلّم الأسرى الإسرائيليين ياردن بيباس وعوفر كالدرون وكيث سيغال الذي يحمل الجنسية الأميركية، في ميناء غزة من كتائب "القسام".

وشهدت عملية التسليم في ميناء غزة ظهور قائد كتيبة مخيم الشاطئ التابعة لكتائب القسام الذي سبق وأعلن الجيش الإسرائيلي اغتياله، حيث ظهر هيثم الحواجري على منصة تسليم الأسير الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية كيث شمونسل سيجل، وإلى جانبه العشرات من مقاتلي كتيبة الشاطئ بالإضافة لكتائب أخرى في مدينة غزة مثل كتيبة التفاح، وكان لافتاً في مراسم التسليم أن القسام أخفى مركبة إسرائيلية حصل عليها في هجوم السابع من أكتوبر 2023، واستخدمها خلال مراسم التسليم للأسير الإسرائيلي - الأميركي، فيما توظف كتائب القسام مراسم تسليم الأسرى الإسرائيليين بهدف تمرير رسائل مباشرة وغير مباشرة للاحتلال الإسرائيلي، سواء على صعيد كوادرها وعناصرها أو على صعيد إظهار فشل عمليات اغتيال لقيادتها.

ومقابل الأسرى الإسرائيليين أفرج الاحتلال عن 183 أسيراً فلسطينياً، وصلوا إلى مدينة رام الله، وأفرج عن الأسرى الفلسطينيين ضمن الدفعة الرابعة من سجن عوفر الإسرائيلي، وسط تعزيزات إسرائيلية بمحيط السجن، وتم نقل 110 من الأسرى المفرج عنهم إلى غزة، وأظهرت الصور وصول الأسرى المفرج عنهم إلى مدينة رام الله وسط استقبال شعبي كبير من ذويهم وأقاربهم، عقب ذلك وصل الأسرى المفرج عنهم إلى المستشفى الأوروبي بخان يونس، وقالت هيئة الأسرى الفلسطينية إن 160 محكوماً بالمؤبد سيفرج عنهم بالمرحلة الأولى، مشيرة إلى أن إسرائيل تراجعت عن الإفراج عن ثمانية محكومين بالمؤبد أمس، وشملت الدفعة 18 أسيرا من ذوي المؤبدات، و54 من ذوي الأحكام العالية والمؤبدات، فضلا عن 111 من أبناء غزة الذين اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر 2023.

في غضون ذلك، غادر أول فوج من الجرحى والمرضى الفلسطينيين من المدنيين والمقاومين إلى مصر عبر معبر رفح، من مستشفيين في شمال القطاع وجنوبه وبالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية أمس، وذلك بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من المعبر، حيث جرى فتحه لنقل المصابين الفلسطينيين إلى خارج القطاع للعلاج، ونقلت إذاعة جيش الاحتلال عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن القوات الإسرائيلية انسحبت من المعبر وانتشرت في محيطه أول من أمس، مضيفاً أن داخل المعبر موظفين من الاتحاد الأوروبي وفلسطينيين ليسوا أعضاء في حركة "حماس" وعاملين مصريين، مشيرا إلى أن دور السلطة الفلسطينية في المعبر يقتصر فقط على ختم تصاريح العبور، مبينا أنه سيُسمح بسفر 50 جريحاً من غزة يومياً عبر المعبر مع ثلاثة مرافقين لكل منهم، أي 200 شخص إجمالاً في اليوم الواحد، معتبرا "البند الأصعب" ضمن الاتفاق يتمثل في أن إسرائيل تسمح أيضاً لعناصر "حماس" المصابين بجروح خطيرة بالعبور إلى مصر.

من جانبه، أكد الاجتماع السداسي العربي التشاوري، بمشاركة وزراء خارجية مصر والأردن والسعودية وقطر والإمارات، في القاهرة أمس، رفض تهجير الفلسطينيين ودعم تنفيذ اتفاق غزة بكل مراحله، مؤكداً أنه يتطلع للعمل مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتحقيق حل الدولتين، مشددا على دعم جهود الدول الضامنة الثلاثة مصر وقطر والولايات المتحدة لتنفيذ الاتفاق بكامل مراحله وبنوده، وصولاً للتهدئة الكاملة، والتأكيد على أهمية استدامة وقف إطلاق النار، بما يضمن نفاذ الدعم الإنساني إلى جميع أنحاء قطاع غزة.