التجارة بين الكويت والمغرب "خجولة"

كلوروفيل

تشرفت بوجودي ضمن الوفد الاقتصادي الزائر للعاصمة المغربية الرباط الاسبوع المنصرم، وكانت الزيارة باشراف ومتابعة من سعادة السفير سامي عبد العزيز الحمد، مساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية، وقد ترأس الوفد الرئيس التنفيذي لشركة مطاحن الدقيق والمخابز الكويتية السيد مطلق الزايد، وضم في عضويته كلاً من مدير ادارة التموين بوزارة التجارة الدكتور صلاح الرشيدي، والأستاذة هديل العبدالجليل من مكتب وزير التجارة، والسيد عبد الله بوعباس من الإدارة الاقتصادية في وزارة الخارجية.

وقد استمرت الزيارة ثلاثة أيام، ورافق الوفد خلالها سكرتير أول في السفارة الكويتية بالرباط عبدالوهاب عبداللطيف السنان.

تضمنت الزيارة جهات حكومية وخاصة عدة، اطلع خلالها الوفد على التجارب الفلاحية في المملكة المغربية الشقيقة، والمتبعة من أجل دعم وتعزيز أمنها الغذائي، في ظل الظروف الحالية التي يعاني منها العالم أجمع، لا سيما الجفاف، وندرة المياه وتغير المناخ.

تضمن اليوم الأول مديرية الستراتيجيات والاحصائيات، حيث تم الترحيب بالوفد ومناقشة المواضيع ذات الاهتمام المشترك، أعقبتها زيارة للمعهد الوطني للبحوث الزراعية المغربية، وحيث جرى شرح برامج ومشاريع عدة، حديثة ومتوقعة في مجال البحث الزراعي، وأهمها طرق الزراعة الحديثة وأنظمة الري المتطورة.

واختتم اليوم الأول بزيارة مديرية تنمية سلاسل الانتاج، وتم تعميق النقاش حول المواضيع المرتبطة بالأمن الغذائي، وكيفية حفظ الفاقد والمهدر من بداية سلسلة القيمة الغذائية، الى وصول المنتج للمستهلك.

في اليوم الثاني كانت زيارة لمديرية الري وتهيئة المجال الفلاحي، وجرى استعراض التدابير المتبعة لحفظ وتقنين مياه الري، واهم السياسات المتبعة لتحقيق الأمن الغذائي، والتطرق الى اهم التقنيات الحديثة التي من شأنها أن توفر هدر وتبخر المياه في المجال الزراعي.

أعقبها زيارة إلى المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، ودار نقاش ثري حول المواضيع المرتبطة بالسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، والتطرق لشهادات الجودة (أيزو) التي حصلت عليها المنتوجات المغربية، طوال الأعوام السابقة. بعدها توجه الوفد الى الكونفيدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية، وهي بمثابة اتحادات زراعية وفلاحية تضم مهنا عديدة تصل الى 19 فيدرالية محققة معا، الطموح، ومن هذه الفيدراليات الفيدرالية البيمهنية للتمور والزعفران، والنحل والأرز، والارجان والورد، والزيوت والحبوب والسكر، والدواجن وغيرها الكثير.

وانتهت الزيارة بمقابلة المستشار القائم بأعمال سفارة دولة الكويت بالرباط السيد دخيل الخرينج وتضمنت محادثات ودية وطرح الآمال والطموح لدولتنا الحبيبة كي تصل للاكتفاء الذاتي.

اليوم الثالث والاخير توجه الوفد إلى مدينتي فاس ومكناس وزيارة بعض المشاريع والاستغلاليات الفلاحية الناجحة، وبدأ بزيارة القطب الفلاحي الحكومي، اعقبها زيارة لقاعات التكنولوجيا الصناعة الغذائية، ولفت نظري وجود أكثر من 30 مستثمراً من الشباب تتراوح أعمارهم بين 20 و30 عاما موجودين في احدى قاعات العرض لأخذ دورة تدريبية كاملة عن اشجار التفاح المثمرة والصناعات القائمة عليه من مربى، وخل، وتعليب.

وزيارة مصنع "مستر دجاج" لصناعات اللحوم البيضاء، وزيارة مخازن تبريد مركزية، وأخيرا زيارة حقول أشجار الزيتون، وأغلب المشاريع كانت بمبادرات شبابية طموحة تصدت لتعزيز الأمن الغذائي بالمغرب.

أثناء احدى الزيارات لفتت نظري كلمة لرئيس الوفد السيد مطلق الزايد (بویوسف) حين قال ان التبادل التجاري بين الكويت والمغرب خجول، ولا يتعدى 100 الى 150 مليون دينار كويتي، واننا بحاجة إلى تعزيز هذا التبادل.

وفكرت مليا بكلمة "خجول"، بالفعل نحن بحاجة الى جرأة أصحاب القرار في هذا الشأن، وزيادة التبادل التجاري والاقتصادي والزراعي بين الكويت والدول الشقيقة والصديقة لما له من أثر إيجابي، وتحقيق كفاية الامدادت في الجوانب المختلفة.

من وجهة نظري المتواضعة،كانت تلك زيارة مثمرة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وأتمنى ان نرى نتائجها قريبا على دولتنا الحبيبة.

الكويت لم تقف مكانها، لكنها للأسف تراجعت، وأتمنى أن يكون هذا التراجع كتراجع السهم الذي ينطلق للأمام بقوة، خصوصا في مجال الأمن الغذائي، والى مستقبل أخضر مثمر ان شاءالله.

دكتوراة علم نبات، كاتبة كويتية